عيادات الإقلاع عن التدخين.. كادر مدرب في كل المحافظات وفق دليل إرشادي
دينا عبد:
إن ارتفاع معدلات استخدام التبغ «السجائر والنرجيلة» بين البالغين والشباب، وعدّ التدخين جزءاً من العادات المجتمعية، يحثان لتضافر وتعزيز الجهود بشأن استفسار مقدمي الرعاية الصحية عن استخدام المريض للتبغ وتقديمهم العلاج للمدخنين.
حيث توجد نسب لا بأس بها من المدخنين البالغين يحاولون الإقلاع عن التدخين، ولكن من دون جدوى وتوجد لديهم الرغبة في الإقلاع عن التدخين .
د.عبير العبيد مديرة برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة، بيّنت أن العمل في عيادات الإقلاع عن التدخين يتم وفق دليل إرشادي تم تدريب كادر من المحافظات على تقديم الخدمة؛ ويعد بمنزلة مرجع في العيادة لمقدمي الرعاية الصحية والمهتمين في مجال مكافحة التبغ وعلاج الإدمان عليه.
ويحتوي الدليل بحسب د.العبيد على مجموعة من الإجراءات والتوصيات، تمكن مقدمي الرعاية الصحية والمرشدين الصحيين من التعرف إلى مرضاهم، من المدخنين وتوفير ما يلزم للتعامل معهم من أجل علاج إدمانهم على التبغ.
بدورها د.هيفاء سعيد مسؤولة برنامج التدخين والقرى الصحية في مديرية صحة ريف دمشق، بيّنت في تصريح خاص لـ«تشرين» أنه في محافظة ريف دمشق ثلاث عيادات للإقلاع عن التدخين، في الأول من حزيران تم افتتاح عيادة ضاحية قدسيا وعيادة جديدة عرطوز عام ٢٠٢٠ وفي الأول من كانون الثاني تم افتتاح عيادة الإقلاع عن التدخين في الكفرين منطقة النشابية عام ٢٠٢٠.
وأكدت سعيد أنه يراجع عيادة عرطوز وضاحية قدسيا ما يقارب من ٧ إلى ٩ مراجعين، كما يراجع الكفرين بين ٢ و٣ مرضى شهرياً, وتقدم العيادات خدمات المشورة والتوعية من أجل مساعدة المريض في الإقلاع عن التدخين .
تتم متابعة المرضى من قبل المشرفين على العيادة، وهم طبيب وممرضة مدربان على دليل الإقلاع عن التدخين، حيث يقوم الطبيب بوصف الدواء المساعد في الإقلاع عن التدخين، أو بدائل النيكوتين إذا استوجبت خطة العلاج.
وبينت د.سعيد أن مدة العلاج تستغرق أحياناً ستة أشهر، يزور خلالها المريض الراغب بالإقلاع عن التدخين العيادة عدة مرات، وفي حال فشل المحاولة أو عاد للتدخين نعيد العلاج لمدة ستة أشهر أخرى؛ فأغلب المدخنين من فئة المراهقين بعمر ١١ إلى١٩سنة وتكون هناك دوافع للبدء بالتدخين، فقد تكون هذه الدوافع هي تدخين الأقران والبيئة المحيطة؛ إضافة إلى قناعة المراهق بأن التدخين هو الانفتاح والتحضر, وغالباً ما يظن المراهق بأنه قادر على الإقلاع عن التدخين متى شاء، ولكن حقيقة فقط ٤ % ينجحون في ذلك.
ويتم البدء في معالجة المراهقين بالتوعية والمشورة النفسية أحياناً، وذلك بمعرفة الدوافع التي دفعته إلى ممارسة عادة التدخين، ومن ثم العمل على إقناعه عن طريق الحوار، وإيضاح الأضرار التي تلحق به من جراء التدخين والفوائد في حال الإقلاع عنه؛ وفي الكثير من الأحيان نطلب مساعدة الأهل لإبعاده عن البيئة التي كانت سبباً في التدخين، وغالباً الأقران والعمل على التغيير السلوكي والتحفيز هو من أنجح طرق العلاج، إضافة إلى مشاركته في المبادرات المجتمعية والمدرسية، وقد أثبت أن ذلك يعطي نتائج أفضل في الإقلاع عن التدخين تصل إلى الضعف في حال عدم المشاركة.
وتنصح د. سعيد كل فئات الشباب سواءً من الذكور والإناث بعدم ممارسة عادة التدخين والنرجيلة لأن أضرارها في الجسم ستظهر لاحقاً.