الأثاث المستعمل فرصة الشباب المقبلين على الزواج لتخفيف المصاريف
دينا عبد
ساهم ارتفاع الأسعار الكبير في لجوء عدد من الشباب المقبلين على الزواج إلى شراء أثاث وأدوات كهربائية مستعملة من الأسواق الشعبية المنتشرة في الأحياء والمدن لكونها رخيصة الثمن أو تناسب جيوب البعض.
من جانب آخر نرى أن الفتيات لايترددن في استئجار أثواب زفاف مستعملة بغية توفير ما أمكن من المال.
يقول أحد تجار الأدوات الكهربائية (المستعملة): الظروف الاقتصادية التي يعيشها الشباب أدت إلى جعلهم يؤثثون منازلهم بأثاث مستعمل ولهذه الأغراض بحسب التاجر زبائنها الذين يترددون كل يوم إلى الأسواق علهم يحظون بما هو خالٍ من الأعطال فهو بكل الأحوال أرخص من الجديد ؛ ويشرح: “من يشتري قطعة جديدة واحدة يمكن أن يفكر قبل شرائها بشراء قطعتين مستعملتين بثمن واحدة”.
أما رياض شاب موظف مقبل على الزواج فيقول: أتابع مواقع التواصل الاجتماعي فبعض الأسر تعرض أدوات كهربائية وأثاثاً منزلياً للبيع بقصد التجديد فتكون هذه الأثاثات (لقطة) لأنها لم تتعرض للتخريب.
وبين معروف تاجر يعمل في بيع وشراء الأثاث والمفروشات المنزلية المستعملة: أن ارتفاع الأسعار الكبير الذي شمل مختلف الأدوات والتجهيزات المنزلية جعل أكثر من ثلث الشباب يعزفون عن الزواج لأن تكلفة تجهيز الشقة الواحدة يقدر ب١٠ ملايين ( أثاث فقط) وذلك نتيجة عدم قدرتهم على تأمين هذه المستلزمات؛ مشيراً إلى تعاطفه الكبير مع الشباب الذين يرتادون محله بقصد (الفرجة) وخاصة أنهم مقبلون على الزواج بسبب ظروفهم المادية الصعبة وتردي الأوضاع الاقتصادية .
وفي أحد محال بيع الأدوات الصحية والبياضات يؤكد أبو يحيى صاحب المحل أنه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من ٢٥ سنة في إشارة منه إلى أنه يبيع الجديد والمستعمل حيث يقوم بتنظيف القديم وعرضه للزبائن مؤكداً أنها مرغوبة أكثر من الجديدة لأن هناك فرقاً كبيراً بالسعر.
خبير التنمية البشرية وتطوير الذات م. محمد خير لبابيدي يبين موقف الشباب من شراء الأثاث المستعمل فيقول : قد يجد الشباب في شرائه حلاً للتخفيف من أعباء الزواج ومصاريفه المرهقة مشيراً إلى الاتفاق بين العائلتين على أن الأثاث سيكون مستعملاً على أمل أن يجدده في المستقبل إذا تحسن وضعه.
وبين لبابيدي أن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت أكثر من ٨٠%من الشباب إلى اتباع هذه الطريقة مبيناً أن الكثيرين أيضاً اكتفوا بخاتم الزواج فقط بعد أن كانت الصيغة جزءاً أساسياً من مهر العروس لايجب الاستغناء عنه ولكن الظروف الاقتصادية حتمت عليهم الاقتصاد في المصروف وتيسير الأمور على الطرفين.