المؤتمر القومي العربي رفع فلسطين وسورية ولبنان عنواناً ورسالة..
لقد جاء انعقاد المؤتمر القومي العربي مؤخراً في العاصمة اللبنانية بيروت كحدث مهم في التوقيت والنتائج ، وكان له مكان مهم في دائرة الاهتمام والمتابعة، وهو الذي رفع فلسطين وسورية ولبنان عنواناً ورسالة.. أي إنه رفع محور المقاومة (ومن ضمنه إيران طبعاً) عنواناً ورسالة صريحة للعدو بأن المقاومة هي خيارٌ وحيد وحتميّ لتحرير الأرض وردع العدو.
هذه الرسالة شكلت خصوصية الدورة الحالية الـ32 للمؤتمر القومي العربي، كما تقول الدكتورة هالة الأسعد العضو في المؤتمر (وأمين عام جامعة الأمة العربية) التي شاركت في المؤتمر وجلساته، وكانت لها مداخلة على منصته.
الخصوصية – كما تقول الأسعد لـ«تشرين»- ليست في مسألة إعلان التضامن مع فلسطين وسورية ولبنان، لأن المؤتمر منذ تأسيسه في تونس عام 1990 بمبادرة من عدد من الشخصيات القومية العربية البارزة (من أمثال خير الدين حسيب وعبد الحميد مهري وأحمد صادق الدجاني وغيرهم..) احتضن قضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين.. وكانت دوراته تشهد تقارير مهمة – يعدّها خبراء ومختصون من أعضاء المؤتمر- بشأن المشهد السياسي والعربي والإقليمي والدولي، متضمنةً قراءات في مختلف التطورات المتصلة بعناصر المشروع النهضوي العربي (من الوحدة العربية إلى الاستقلال إلى الديمقراطية والتنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية والتجدد الحضاري) وكانت تنشر في كتب تصدر عن (مركز دراسات الوحدة العربية).
الخصوصية هي في أن الدورة الحالية تعد بمنزلة نقطة عودة للقوميين العرب بعد سنوات من تراجع دورهم في ظل ما شهدته المنطقة في سنوات (ربيع المؤامرات على الأمة) من تطورات خطرة (حروب واضطرابات وفوضى). والخصوصية أيضاً في أن هذه العودة تأتي في توقيت مهم جداً لناحية أن الفرز بات أكثر وضوحاً وحِدّة، وبات المطلوب تحديد المواقف لناحية دعم محور المقاومة بصورة أكثر وضوحاً (وحِدّة.. إذا جاز لنا التعبير)..