التراث اللامادي.. حوار مفتوح للتعرف على الفرص والتحديات 

ابتسام المغربي:

“البروكار” تتوقف صناعته بسبب فرض ضرائب على الخيوط الذهبية…  صابون الغار يتراجع بسبب المحروقات …

التراث اللامادي ، عنوان كبير من الأهمية بمكان وزمان ، فسورية تزخر بتراث لايضاهى أبداً ولايمكن أن ينافسها به أي بلد آخر لغناها التراثي والحضاري. المادي واللا مادي…

ورشة فاعلة وحالمة

انطلقت ورشة العمل مؤخراًوحضّرت لها وزارة الثقافة بشكل منظم وحشدت لها كل ما يمكن أن يساهم بحماية التراث اللامادي وصونه والتي أقيمت على مدار اربعة أيام مؤخراً في مكتبة الأسد.

الحديث والحوار الذي دار بين المتحاورين والجمهور أوضح نقاط الالتقاء والاختلاف في حماية تراث لامادي غني وثرٍ.. متنوع وخاص، ولايماثل عالمياً مع أي تراث..

لكن برغم عدم الاهتمام بعناصر هذا التراث أو نسيانه وعدم ترشيح مفردات من هذا الغنى.. مرت السنوات ولم تتم ترشيحات لأي حالة أو عنصر، للحضور والمنافسة عالمياً ،وحتى تم في العام الماضي والسنوات الأخيرة وبجهود تعكس الاهتمام بتسجيل عناصر هي: القدود الحلبية وخيال الظل والورد الدمشقية.

قصرنا ولكن

الجميع بانتظار صدور القانون الخاص بحماية التراث اللا مادي الذي قصرنا كثيراً بحمايته.. وتتحمل إدارة الآثار والمسؤولين عن التراث اللامادي سابقاً كثيراً من المسؤولية.

تحدث الحضور عن أثر التداخل بين الوزارات في تراجع بعض العناصر، رغم الاهتمام الكبير بهذا المحور، وأثر الأداء في مفاصل لا تكترث بأهمية هذا التراث وأهمية الحفاظ عليه.. فبسبب الضرائب على الخيوط الذهبية توقفت صناعة البروكار في بعض المعامل التي تميِّز دمشق، وهناك توقف ببعض الصناعات المعدنية، كتلبيس الفضة مع النحاس، وإنتاج الحرير من دودة القزّ .

انهيار ناعم وقاسٍ

تحدث المحاضرون في الورشة عن الانهيار الناعم الذي يحدث للتراث السوري اللامادي برغم محاولة تحريكه بالمعارض وتأمين الاحتياجات، وطالبوا بإحداث مدارس ومعاهد عليا لتعليم الحرف.

وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح رأت أن المطلوب هو الاهتمام بالجوانب التي تعوق الإنتاج وانعكاسها على حرف هامة. مطلوب تشجيع إنتاج هذه الحرف والعناصر وتوثيق الروابط بين الجهات المعنية بالتعليم والإعلام لتطوير العمل باتجاه تضافر جهود الجميع لحماية وتطوير هذا التراث.

وأشارت الوزيرة إلى وجود خطة وطنية لثقافة الطفل تسير باتجاه وضع لمساتها الأخيرة ليكون واعياً لقيمة مايملك ويحافظ عليه.. وكلنا مسؤولون عن ذلك. مؤكدة على حماية حقوق الحرفيين وعودتهم إلى محالهم بعد انتهاء الترميم في خان الشونة وفي التكية السليمانية… ولفتت الوزيرة إلى أن العنصر الذي يسجل يمكن أن يرفعه آلاف وممكن شخص واحد ويسجل… المهم أن يكون خاضعاً للمعايير الوطنية والعالمية. فالتراث اللامادي يوثق بناء على الجغرافيا وليس على السياسة، ويجب مراعاة الجانب الاقتصادي للمنتج لضمان ديمومة العنصر و زيادة إنتاجه.

غياب الركائز

من جهتها أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية أن غياب الركائز الأساسية والاستراتيجية المعنية بالتراث الثقافي اللامادي هي أهم التحديات التي تواجه هذا التراث ومطلوب هيئة وطنية مختصة بالصون والتوثيق. منعاً لتشتت الجهود والعاملين في هذا التراث.

نبدأ من المجتمع

فارس كلاس عضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية أكد أن التحدي الكبير يبدأ من المجتمع وبنيته فإن ساعدنا في الحلول كل شيء مستدام ومثمر وهو الخطوة الأولى لصون التراث وحمايته

و غياب التكامل للتخطيط ودمج التراث اللا مادي في سياسات الاقتصاد واستدراك الحالات المهددة بالضياع أمر مطلوب أن نحشد له الجهود. حتى لايصدر مايسبب الخلاف.

وأكد كلاس أن الاستراتيجيات تساعد على التركيز على ما هو ضروري وله مردود لأن غياب المردود لايشجع وبعيداً عن تحديات اليونسكو فإن التحديات المحلية تتعلق بالتشريع والخطط، فمثلاً معمل الزجاج اليدوي تم إيقافه لعدم وجود محروقات وكذلك بعض معامل

صابون الغار توقفت بسبب المحروقات. وكل الصناعات اليدوية في خطر بسبب المحروقات والاستدامة تتطلب توحيد الجهود.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار