هدنةُ اليمن تئن تحت وطأة التصعيد الأمريكي- السعودي
تشرين:
لاتشير المعلومات القادمة من اليمن الشقيق ، بشأن الهدنة التي تمّ تمديدها برعاية أممية حتى شهر آب المقبل، إلى الانفراجات المتوقعة في الملفات ذات الصلة، ولاسيما الملف الإنساني، إذ لا تنفيذ لما تم الاتفاق عليه حتى اليوم من جانب قوى تحالف العدوان السعودي ، إذ لا يزال اطراف العدوان يتعاملون مع بنود الهدنة بانتقائية ومماطلة مع استمرار الخروقات لتصل إلى9.771 خرقاً ، ما يمثل تهديداً حقيقياً للهدنة.
وفي حين قدمت حكومة صنعاء مبادرة وطنية ضمن مسار الهدنة بشأن فتح ثلاثة طرق في تعز، ما يمثل حلاً مهماً في المرحلة الأولى ويثبت الحرص على الدخول في خطوات حقيقية وجادة، أشارت مصادر يمنية إلى أن تحالف العدوان الأمريكي – السعودي يريد إبقاء بؤر التوتر في اليمن لإدارة الملف اليمني، ولذا رفض مرتزقة تعز كل المقترحات في ملف الطرق، لافتة إلى أنه بإمكان اليمنيين التوصل إلى حلول وتفاهمات في تعز وبقية المحافظات إذا ما تحرر الطرف الآخر من هيمنة التحالف على قراره.
كما أكدت المصادر أن فتح الميناء أو المطار أو الطرق لا يحقق مكاسب سياسية، بل يرفع المعاناة عن اليمنيين، مبيّنة أن تحالف العدوان يعرقل أي تفاهمات تخفف وقع الأزمة الإنسانية في اليمن وذلك جليّ في ملفات الأسرى والطرقات وملفات إنسانية عدة.
وفيما يخص الرحلات الجوية التي ضمن مسار الهدنة، فإنه منذ بداية الهدنة وإلى اليوم لم يتجاوز عدد الرحلات التي سيرت من وإلى مطار صنعاء الدولي الـ 12 رحلة بسبب عرقلة طرف التحالف، الأمر الذي أعاق خطط اللجنة الطبية العليا في صنعاء، ما يزيد من معاناة الحالات المرضية، وسط صمت أممي مطبق.
ليس غريباً عدم التزام طرف العدوان بالتزاماته، والأكيد أن التحالف كان يبحث عما ينقذه من مأزقه، فأتت الهدنة لتثبيت الواقع على ما وصل إليه من هزائم وانكسارات لقوى العدوان، لحين من الوقت، وهذا الوقت ربما يأتي اليوم مع التحرّكات الأمريكية العدوانية في اليمن التي تمثلت في زيارة السفير الأمريكي الجديد لدى اليمن، ستيفن فاجن إلى مدينتي حضرموت و مأرب النفطيتين.
ويرى مراقبون أن الزيارة تأتي ضمن تحركات أمريكية تهدف إلى التصعيد العسكري، في إطار مساعي واشنطن للسيطرة على منابع النفط والغاز، وفي سياق إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من مطار الريان على ساحل بحر العرب.
وتعليقاً على الزيارة المشبوهة، قال عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، علي القحوم، إن الشعب اليمني يعي خطورة التحركات الأمريكية في البحر الأحمر وحضرموت، وفي مناطق أخرى تمثل رأس حربة لتحالف العدوان، لافتاً إلى أن خيارات الدفاع والمواجهة مفتوحة.