الجميل في صفحات الفيسبوك، شريحة الشباب ومجموعاتهم المغلقة والمفتوحة المعنونة بكل صنف ونوع من تفريغ مشاكل وهموم ولحظ كل استفهام يمكن أن يخطر على بال الصبية أو الشاب، وبالفعل أعتبر أنهم ممن أضاؤوا شمعة بدل أن يلعنوا الظلام بالتنظير الهادف والأفعال.
وكانت آخر مجموعة لفتتني تحوي سؤالَ (كيفية خلق الاستثمار؟) ، وما بين التعليقات الممزوجة بعبارات المزح والهزل كان هناك العديد من الأفكار العملية والطروحات الجيدة لرفد سوق العمل.
واحدة من تلك الأفكار كانت عن استثمار(أقدام الدجاج) التي يرميها أصحاب المداجن أو يستخدمها باستخدامات بسيطة لا تجلب سوى القليل من المال، المهم فكرة الشباب كانت في استثمار تلك الأقدام وتجميدها وتصديرها لدول تعدّها صنف مقبلات على مائدة الغداء والعشاء..
وطبعاً قراءات كهذه حرّضت عقلي المشاغب معهم – شباب الفيسبوك- خاصة أنا أقرأ تقريراً عن أزمة الحمير التي تعانيها جنوب إفريقيا من جراء تهريبها للصين، بغية الاستفادة من جلودها لأغراض طبية حيث تبين أنه بعد غلي تلك الجلود يمكن استخلاص مادة (إيجياو) التي- حسب معتقدات الصينيين- تمثل علاجاً سحرياً (تحسين الدورة الدموية- إبطاء الشيخوخة- زيادة الخصوبة عند الرجال..) أي إنها توازي بمفعولها ما نسب لفوائد قرون (وحيد القرن) وسعره في السوق تخطاه، والجهات المدافعة عن حقوق الحيوانات أطلقت صفارات الإنذار خشية نفوق الحمير في غضون سنوات.
ودول إفريقية عدة أطلقت التحذيرات وتجهيز هذه الحيوانات بأساور كهربائية ومنبهات ورقائق إلكترونية لتتبع مسارها خوفاً على حميرها التي كانت مصدر استرزاق من حليبها وفوائدها بعملية النقل والتنقل بين عامة الناس.
فجلدها المطلوب دوائياً يحرّض على بيعها بمبالغ مضاعفة للطبقات الوسطى والثرية ممن يملكون المال ويتمنون من الدنيا حلاوة عيش وشبوبية يحلم بها كل ختيار.
لذلك ومن باب الاحتياط، أتمنى على القائمين على دراسة سوق العمل عندنا الاستعجال بتقديم فرص عمل للشباب الذي يقرأ ويبحث على محركات البحث ويتبنى صناعة الحلول الاستقصائية، قبل أن يمس حمير مزارعنا ودجاج مداجننا مخرجات تفكير واستثمار الشباب.