الصناعات اليدوية وسيلة المرأة الريفية لتحسين دخل الأسرة

آلاء هشام عقدة:

تشتهر سورية بالصناعات اليدوية المختلفة التي تعبّر عن تراثها وتاريخها الحضاري، وتدل على مهارة الأيدي السورية في معظم الصناعات الحرفية، والتي كانت بوابة للعمل المهني، ولم تعد تقتصر على الرجل، وإنما تطورت ليصبح للنساء حصة فيها.

“تشرين” التقت عدداً من النساء اللواتي يعملن في الصناعات اليدوية لتحسين دخل أسرهن، حيث قالت عائدة أحمد التي تعمل في صناعة الدبس والعسل ومنتجات الحديقة المنزلية: أعمل في منزلي منذ خمس سنوات، يساعدني أفراد أسرتي وأحياناً استعين بأيدٍ عاملة.. في البداية كنت أصنع المنتجات الغذائية لأسرتي، وعندما وصلنا للاكتفاء الذاتي في المنزل عملنا على زيادة الإنتاج للبيع لتحسين دخل الأسرة، مضيفة: أصبحت لدينا زيادة في الدخل، وزاد نشاطي للاستمرار في العمل وخاصة بعد حصولي على منحة النحل.

وبيّنت أحمد أن أغلب المنتجات التي تصنعها يتم عرضها في صالات السورية للتجارة، ويتم بيعها بشكل شهري لقاء خسم نسبة معينة والحصول على فواتير نظامية.

من جهتها، سميرة ناصر تعمل في الصوف والأشغال اليدوية قالت: في البداية كان هذا العمل هواية، لكنه أصبح مهنة أزاولها منذ ست سنوات ومصدر دخل إضافياً حيث أبيع منتجاتي عن طريق دائرة تنمية المرأة الريفية، مشيرة إلى أن ارتفاع الأسعار هو أكثر العوائق التي تواجهها في العمل، مدللة بأن ” كبكوب ” الصوف كان سعره سابقاً ٣٠٠٠ ليرة، أما اليوم بات يباع بـ ١٢ ألف ليرة، مطالبة بمنحهم قروضاً لأن المواد الأولية غالية.

بدورها، اعتبرت المهندسة رباب وردة مديرة دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية زراعة اللاذقية ان الصناعات الغذائية والحرفية التقليدية سمة مميزة للدول وتحرص أغلبية الدول على استمرار ازدهارها وإظهارها في كل المناسبات، والمعارض الدولية والإقليمية لاطلاع بقية الشعوب على ثقافة الدولة.

وأضافت: عادة لا يقاس عائد الصناعات الحرفية على ما تحقق من قيمة مالية، وإنما ترقى إلى مستوى القيمة الاعتبارية من فلكلور وثقافة، منوهة بإيلاء الاهتمام بالصناعات اليدوية في وزارة الزراعة، ضمن برنامج تنمية المرأة الريفية، حيث أصبحت محوراً أساسياً يعمل عليه البرنامج من خلال الدورات والندوات الإرشادية للمزارعات والمهندسات على الصناعات اليدوية كالقش،الحرير، السنارة، الصوف، الورد، الخياطة، الشك، التطريز، الخيزران، الإكسسوارات،السيراميك، الرسم على الزجاج، الصابون، الصناعات الغذائية والتصنيع الغذائي كالمربيات، الألبان والأجبان، الخل، والمجففات.

وأشارت وردة إلى أهمية هذه الدراسات في إكساب المرأة وخاصة في الريف، المهارة في التصنيع لتوفير حاجات أسرتها، وأن توظف هذه المهارة لتحقيق قيمة اقتصادية مضافة عبر بيعها خارج نطاق الأسرة، بالإضافة لدعم المرأة بقروض متوسطة وقصيرة الأجل لتأسيس مشروع صغير، لتصبح سيدة صاحبة مشروع تعتمد على ذاتها وتظهر إمكاناتها وإمكانات مجتمعها، بالإضافة لإقامة المعارض الترويجية والتسويقية التي تتيح للنساء التعريف بمنتجاتهن والترويج لها، وتسويقها و بيعها في صالات المنتجات الريفية ووحدات التصنيع الغذائي، مشيرة إلى أهمية الصناعات اليدوية، ومن أهمها الغذائية في تحقيق مجموعة من القيم الاقتصادية والسياحية والتراثية والاجتماعية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار