الرياضة المدرسية اسم بلا وجود
هيفاء الإبراهيم:
الرياضة المدرسية نشاط طلابي مهم تبنى عليه الآمال والاستراتيجيات المستقبلية الكثيرة فيما يخص تطور وتقدم الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها، وبقدر ما يكون هذا النشاط فعّالاً ومستمراً، ويخضع للمراقبة والدعم والرعاية والتقييم الدائم من قبل المسؤولين الرياضيين بجميع مستوياتهم الوظيفية في وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات تكون النتائج إيجابية ومبشرة ويمكن أن يُبنى عليها مستقبل لرفد ودعم المنتخبات الرياضية الوطنية برياضيين مميزين وبمختلف الألعاب.
ولاشك بأن تراجع الرياضة المدرسية في سورية خلال السنوات الماضية كان من أسباب تراجع العديد من الرياضات، ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل من أهمها غياب الكفاءات التدريبية العاملة في الرياضة المدرسية والقادرة على تخريج أبطال نوعيين، فضلاً عن عدم توفر العديد من التجهيزات الرياضية في أغلب المنشآت التربوية.
وبالإضافة لذلك فإن غياب التنسيق بين الاتحادات الرياضية والقائمين على الرياضة المدرسية يندرج من بين أهم الأسباب التي أدت إلى عدم رفد رياضتنا بالمواهب النواعية.
لذلك فمن الأهمية بمكان العودة لتفعيل المهرجانات الرياضية المدرسية وإعداد الخطط العلمية للارتقاء بواقع الرياضة المدرسية والمشاركة في البطولات المدرسية العربية.
شعار جميل وواقع مزر
بشار زريقة رئيس دائرة التربية الرياضية في محافظة دمشق قال : مادة التربية البدنية في مناهجنا التدريسية لم تأخذ حقها الكامل من الأهمية والإنصاف في زحمة المواد التدريسية رغم الجهود التي تبذل لتحسين منهجيتها وأسلوب إعطائها ، ولكن يبقى ذلك ضمن الإطار المنهجي والتنظيمي لأسباب عديدة لذلك نراها دائماً تحتل في سلم الأولويات الدراسية المرتبة الثانية في أحسن الحالات أو الثالثة أو ربما بدون مرتبة حتى الآن في بعض الأحيان.
عنوان تربوي تعليمي
وتابع زريقة: الرياضة المدرسية هي عنوان تربوي تعليمي وحلقة مهمة في سلسة إعداد وتهيئة جيل المستقبل السليم والمعافى إضافة إلى دورها في إيجاد القواعد والمواهب الرياضية من اللاعبين واللاعبات لجميع أنواع الألعاب، وعلى كل المستويات الطلابية، وذلك اعتماداً على مناهج علمية ورياضية ثابتة وذات معايير عالمية يتم بموجبها نشر الثقافة الرياضية في المدارس والمجتمع، وما ينتج عن ذلك من اكتشاف المواهب الرياضية ورعايتها وخلق المناخ الملائم لرعاية الطلاب المميزين رياضياً وتطوير معارفهم وخبراتهم، وتوفير ما يلزم من معدات وأدوات وتجهيزات رياضية تخدم هذه الثقافة وهذا التوجه، وذلك للوصول إلى الهدف المنشود وهو خلق وتقديم جيل رياضي ذي خبرة وكفاءة إلى الوسط الرياضي والساحة الرياضية ورفد المؤسسات الرياضية والأندية والفرق برياضيين مميزين يمكن تبنيهم ورعايتهم والرهان عليهم مستقبلاً.
الرياضة المدرسية آمال وطموحات
وأضاف زريقة: ولكن الأمنيات والآمال بأن نصل إلى الحالة المثالية للرياضة المدرسية تصطدم دائماً بظروف استثنائية وبواقع لا يساعدنا على تنفيذ ما يخطط لهذه الرياضة لإنجاحها وإبقائها في حالة الحضور والإيجابية، وهذا الواقع يفرض علينا الكثير من الإجراءات والتدابير والتي لا تخرج عن دائرة (الإمكانات المتوافرة ـ والقوانين الموجودة ) ، لذلك الرياضة المدرسية تراوح مكانها بانتظار توفير الإمكانات المطلوبة من أدوات وأجهزة وأماكن تدريبية وكذلك تعديل بعض القوانين .
تراجع ملحوظ… ونقص الكادر أساس
وأما عن أسباب تراجع وإحباط الرياضة المدرسية فأشار زريقة إلى نقص الكادر الرياضي المختص في المدارس وفي بعض الآحيان يتم اللجوء إلى غير المختصين لتغطية حصص التربية الرياضية ، وهنا لابد من الإشارة إلى أسلوب وطريقة تعيين مدرسي مادة التربية البدنية، فقديماً كانت مسابقات التعيين تعتمد على النوعية وعلى الكفاءة لدى المتقدمين، فمثلاً من أصل عدة آلاف من المتقدمين للمسابقة يتم اختيار الأفضل والأكفاء وتكون أعدادهم قليلة جداً جداً ، أما الآن فالشواغر أكبر من عدد المتقدمين بكثير لذلك يكون الانتقاء والاختيار مرهون بالواقع وتفرضه الحاجة لهؤلاء المتقدمين جميعهم تقريباً أي عندما يتقدم مثلاً (200 ) طالب لمسابقة التربية الرياضية يتم اختيار (100) منهم فتكون النتائج اللاحقة أثناء ممارسة التدريب غير مرضية ولا كما يجب، والإصلاح هنا له متاعب وإجراءات معقدة ، وهناك أسباب أخرى كنقص التجهيزات والأدوات الرياضية التي تحتاجها المدارس لتلبي حاجة الطلاب والمدرسين لتسير العملية التدريبية باتجاه تحقيق الأهداف المرجوة لها .
اختيار النخب
وأضاف زريقة : تفعيل اختيار النخب والمميزين في المعاهد وتقديم التسهيلات بكل أنواعها لاستقطاب المزيد من الكفاءات الرياضية التي تساهم في رفع وتيرة التدريس والمتابعة الجدية للنشاط الرياضي وزيادة مخصصات المدارس من الأجهزة والمعدات الرياضية التي تساهم قي رفع وتيرة التدريب والمتابعة للنشاط الرياضي ،ومن ناحية أخرى يجب أن يؤسس لدور فعال للحالة التشاركية المتبادلة في المجتمع المدني المحلي والتي تتوج بالتبرعات للمدارس وتقديم الدعم والرعاية للطلاب المميزين دون أن نغفل دور الاتحاد الرياضي والأندية الرياضية في المشاركة بهذه الرعاية وهذا الدعم للمدارس، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية ومديرياتها المختصة بهذا الأمر في المحافظات.
إعادة تنشيط الرياضة المدرسية
ومن الاجراءات التي تخدم إعادة تنشيط الرياضة المدرسية ضرورة إعادة الاهتمام بالبطولات المدرسية المركزية على مستوى القطر بمختلف الألعاب وطبعاً مساعدة المدارس المشاركة في هذه البطولات بتوفير وسائط النقل أو التعويض عن ذلك بطرق أخرى تخفيفاً لمشقات السفر والتنقلات للطلاب.
رفع رسم النشاط الرياضي
ومن المهم أن نذكر هنا أن يتم رفع رسم النشاط الرياضي بالمدارس والذي لا يتجاوز حالياً الـ/50/ ليرة سورية إلى مبلغ أعلى قليلاً كـ/1000/ ليرة سورية وهو مبلغ قليل ولا يشكل عبأ مادياً ملموساً على الأهل لأن له دوراً ومساهمة في تنشيط الرياضة المدرسية.
حلول ناجعة
وعن الإجراءات التي قد تفيد وتساهم في تنشيط الرياضة المدرسية أكد زريقة : أن هناك بعض التدابير والإجراءات التي لها دورها الإيجابي في إعادة النشاط والحيوية للرياضة المدرسية وتحرك عجلتها والدفع بها ولو قليلاً ريثما تتواجد البنية الصحيحة والمناخ الملائم لإقلاعها بالشكل الأمثل والراقي.
في الختام
نتمنى الاهتمام من الجهات المعنية بأمر الرياضة المدرسية وخاصة وزارة التربية والاتحاد الرياضي والأندية الرياضية بالإضافة إلى تشجيع التشاركية مع المجتمع المدني بما فيه خدمة وتطور للرياضة المدرسية التي هي أساس وعماد رياضتنا بشكل عام مع زيادة عدد الزيارات إلى مدارسنا لانتقاء الخامات والمواهب الأفضل مع تبنيها ودعمها وإعادة تأهليها وصقلها من جديد بما يعود بالفائدة على مجتمع رياضتنا عموماً.