أسعار قياسية والكيلو بـ 700 ليرة.. “التبن” يعوّض بعضاً من فاتورة الخسائر..
عمار الصبح:
تضاعفت أسعار بقايا الحصاد (التبن) في درعا هذا الموسم مقارنة بما كانت عليه في مواسم سابقة، نتيجة تراجع الإنتاج وقلة المعروض من المادة، بالتزامن مع ارتفاع في الطلب عليها ليس فقط من قبل مربي الثروة الحيوانية، وإنما أيضاً من قبل التجار الذين دخلوا على خط تجارة المادة مستفيدين من توفر الملاءة المادية والتي قد لا تتوافر لدى كثير من الفلاحين.
وسجل سعر كيلو تبن القمح ارتفاعاً قياسياً وصل إلى 700 ليرة مقارنة مع 300 ليرة في الموسم السابق، و25 ليرة في الموسم الذي سبقه، ولعل هذا ما أغرى الفلاحين للاهتمام بالمحصول والاستفادة منه للتعويض عن الخسائر التي مني بها كثير منهم مع تراجع إنتاج القمح وخصوصاً في المساحات المزروعة بعلاً.
وأشار عدد من الفلاحين إلى أن كثيرين اضطروا لحصاد القمح هذا الموسم، ليس طمعاً في القمح الذي تراجعت إنتاجيته، وإنما للحصول على مادة التبن والاستفادة من أسعارها المرتفعة، لعلّها تشكل دعماً ولو بسيطاً لهم، لافتين إلى أن كثيراً منهم اضطروا لبيع إنتاج أراضيهم من المادة إمّا لمربي الثروة الحيوانية أو للتجار، بسبب تكاليف التخزين الباهظة والتي تحتاج إلى أجور عمال ونقل وأماكن للتخزين وأيضاً أكياس لنقل المحصول “الخيشة” التي ارتفع سعرها إلى 8000 ليرة.
بالمقابل اشتكى مربو الثروة الحيوانية من ارتفاع أسعار التبن هذا الموسم ما دفع كثيراً منهم للتخلي عن شراء وتخزين المادة التي تعد لازمة للعليقة الحيوانية، وحسب قول أحد مربي الثروة الحيوانية، فإن ضعف الإنتاج في الحقول المزروعة بعلاً حال دون استفادة كامل قطعان الثروة الحيوانية من نواتج الحصاد، وتقليل الفترة الزمنية التي يستفيد الحيوان منها والتي عادة ما تطول إلى بداية موسم الشتاء، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار المادة – التبن- هذا الموسم أدى إلى عزوف كثير من المربين عن تخزين المادة لاستخدامها خلال الشتاء يضاف إلى ذلك دخول التجار على الخط وشراء المادة من الفلاحين مباشرة ومن ثم القيام بتخزينها لطرحها لاحقاً بأسعار مضاعفة.
وتخضع أسعار التبن للعرض والطلب، ففي مواسم الجفاف وضعف الإنتاج كما في الموسم الحالي، يزداد الطلب على المادة فترتفع الأسعار أضعافاً مضاعفة، فيما تنخفض في المواسم المطيرة كما حدث في موسمي 2019- 2020 إذ انخفض سعر الكيلو إلى أقل من 25 ليرة.
بدوره أوضح مدير المنطقة الزراعية في مدينة جاسم المهندس محمد الحاج أن الإنتاج هذا الموسم سواء للقمح أو لنواتج الحصاد (التبن)، تباين بين منطقة وأخرى في المحافظة ففي منطقة الاستقرار الأولى أو في المساحات المروية وصل إنتاج الدونم الواحد من التبن إلى كومة واحدة أي ما يعادل 275 كيلو، فيما تراجع الإنتاج في المناطق الأخرى المزروعة بعلاً إلى كومة واحدة لكل خمسة أو ستة دونمات، و يعدّ متواضعاً وضئيلاً لكنه في الوقت نفسه يعد دعماً للفلاحين مع تراجع إنتاج القمح في المساحات المزروعة بعلاً.