متى تنتهي آلامُ البشر؟

أينما وجّهنا أنظارنا في هذا العالم، سنرى حروباً وأزمات ومجاعات وأمراضاً مفتعلة وإرهاباً ودماءً تسيل ومخاطر وآلاماً وغير ذلك مما لا يخطر على بال ، تتوقف العقول عن التفكير لهول ما يحدث، إذ كيف لها أن تستوعب هذا الكم الكبير من المآسي بمختلف أشكالها وأحجامها، وأيّ قلوب تتحمل ما يجري!

أسئلة كثيرة تُطرح، نجد إجابات لبعضها أحياناً، وفي أغلب الأحيان لا توجد لمعظمها إجابات، لأسباب قد تكون مفهومةً أو مبهمة، ومع ذلك تتزاحم الأسئلة بتنوعها، وتطرح نفسها أكثر من مرة بلا إجابات، أو بإجابات غير شافية، ونحن كغيرنا نسأل مرة تلو الأخرى: إلى متى تستمر هذه الحال، وهل انعدمت الحلول؟ وتاهت الدبلوماسية في غياهب المجهول وغير المعقول؟ ليهيمن لهيب النار وأزيز الرصاص والفقر المدقع والجهل المستشري والأمراض المصطنعة والتوحّش على المشهد العالمي يرافقها قيح الجراح وأوجاعها وبطون جائعة تناكف ملايين البشر!

العالمُ يقف مذهولاً، مكتوف اليدين، إلا من يحيك المؤامرات، ويؤجّج الحروب، ويحرك الأزمات ويديرها، ويوسع نطاقها ويزيد من تداعياتها، لكي تتسنى له مواصلة هيمنته وتسيده، فهل تكون الغلبة له، أم إن مخلصاً سيرخي ستار الواقع التراجيدي على خشبة المسرح العالمي، ووفقاً لحركة التاريخ التي لابد لها من أن تبشّر بعودة دوران عجلات السلام والأمان والنهوض والازدهار إلى سكتها وتريح البشرية المنهكة مما أرهقها عقوداً من الزمن؟

تُرى ألم يحن للوعي الجمعي معرفة من يقف وراء ما يعانيه العالم، وهل يحتاج الأمر إلى التدقيق والتمحيص لإظهار مسبّب كل هذه الآلام والمآسي في شتى بقاع الأرض ويضع حداً له ولكل ما تسببه من مآسٍ؟

ربما؛ بقليلٍ من النظر سيرى كيف تعبث اليد الأمريكية في المصائر؛ تحرّكها الصهيونية العالمية، وتنقلها بين أوتاد أبلسة العزف النشاز على خريطة العالم نزولاً وصعوداً لدى أطماعها حتى لو كلّفها ذلك آلام أغلب البشر.

للأسف؛ هناك من ينساق خلفها وفق أهوائه، ويجاهر بما هو عليه، ويفاخر بما ارتضاه لنفسه، والمدهش أنه ورغم معرفته بمصيره المحتوم؛ نراه يحثّ خطاه إليه، وبينما يجبر ثان على اللحاق بهذا الركب لأسباب قد تكون ذاتية أو موضوعية؛ أو ربما لكلتيهما معاً، ينجرّ آخر مغمض العينين بغريزة القطيع، أو غيره؛ تائه البصر والبصيرة خلف مقتله، رغم وضوح الصورة!

وفي كلّ الأحوال، يستمر السؤال؛ هل سيبقى هذا الوضع كما هو يجرّ معه تفاقم أوجاع البشر ومعاناتهم إلى ما لا نهاية؛ وإن كان هذا من المحال، فمتى يصحو الغافلون، ويستيقظ النائمون، ويهنأ المناهضون بكسرهم شوكة الطغاة المعتدين؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار