مدير فرع الحبوب :نجلب القمح من مسافة 450 كم ..ونعمل على رفع القدرة الشرائية إلى ١٨٠٠ طن يومياً

حلب – تشرين:

تحدث المهندس محمد اّصف عيسى مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب بحلب ، عن الموسم الحالي لاستلام القمح في محافظة حلب.

استهل حديثه ل”تشرين” بعرض طبيعة عمل المؤسسة، ومدى تأثيرات الحرب على عملها ، وقال:” مدينة حلب قلعة الشمال السوري ، وصمام الأمان والأمن الغذائي وتحديداً هي في المقدمة لجهة المسؤولية عن تأمين الأقماح والدقيق لصناعة الرغيف وتقديمه بشكلٍ دائم ومستمر للمواطنين على مساحة الوطن.

وأضاف: لطالما أثارت الأقماح والثروات السورية عبر التاريخ أطماع الغزاة وقوى الاستعمار الحديث ، الذي لا زال يصرّ على سرقة أقماحنا وتحديداً القاسية منها، الضرورية لاستمرار صناعاته الغذائية الشهيرة، التي استمدها من جودة الأقماح السورية.

ونتيجة الحرب الكونية – الإرهابية على سورية وحلب بالتأكيد ، مرت المؤسسة بسنوات صعبة للغاية ، لم تتوقف فيها عن القيام بواجباتها الوطنية ، واعتمدت على جهود وتضحيات عمالها ، وخبراتهم الذاتية ، لضمان استمرار عمل المطاحن ولو بالحد الأدنى ، وقدمت الشهداء كباقي مؤسسات وشركات القطاع العام ، وحظيت بدعم بعض الشرفاء والمخلصين من القطاع الخاص.

وحول تأثر عمل المؤسسة قال المهندس عيسى: لقد تأثر عمل المؤسسة في تلك الظروف والأيام الصعبة ، وبالتأكيد تراجعت إمكانياتها بفعل الإرهاب والتدمير، واتكأت وقتها على مركز شراء واحد هو مركز جبرين ، وعلى أربع مطاحن عامة فقط ، وفقدت كل إمكانية لاستخدام أياً من صوامعها، نتيجة التدمير الإرهابي الممنهج، ووجود بعضها خارج مناطق السيطرة.

وأردف عيسى: منذ تحرير حلب، وصدور قانون الدمج رقم /11/ لعام 2019، بدأت المؤسسة بهيكليتها الجديدة، وبفضل ارتباطها الوثيق مع الإدارة المركزية، وبتوجيهات ودعم كافة الجهات الرسمية والمسؤولة عن عمل المؤسسة، بالمضي قدماً نحو المرحلة الجديدة، حيث تم إعداد الدراسات لمشاريع إعادة الإعمار والتأهيل ووفق الاولويات والإمكانيات وتم إنجاز العديد منها بالاعتماد على خبرات كوادرها ومهندسيها، والدعم الكبير الذي تلقته من كافة الجهات الرسمية والمعنية بعمل المؤسسة .

ورداً على سؤال حول مدى اعتماد المؤسسة على الأقماح التي تصلها فقط من مناطق حلب ومزراعيها .قال مدير فرع حلب: إن فرع المؤسسة، بذل الجهود الكبيرة، وقام بإستجرار الأقماح من عدة محافظات كـ دير الزور ، ومن الأرياف المحررة في محافظتي الرقة وإدلب، ولسنا نبالغ إن تحدثنا عن استجلاب الأقماح من مسافات تبعد عن حلب أكثر من 450 كم، لإيصالها إلى مطاحن حلب العامة والخاصة وقد استطاع فرع المؤسسة بحلب تزويد عدد كبير من المحافظات السورية بمادة الدقيق بهدف إيصال الرغيف إلى أبعد المناطق في سورية.

وحول إعادة التأهيل الإعمار التي عمت مناطق سورية وحلب تحديداً بما يخص مجال عمل المؤسسة وما هو الجديد للموسم العام الحالي أجاب المهندس عيسى بقوله: يمكن الإشارة إلى أن الخط البياني للمؤسسة في تصاعد على مستوى إعادة التاهيل والإعمار، وتكفّل العام الماضي بوضع مركز كفرجوم في الخدمة مجدداً بعد أيام قليلة من بدء موسم العام الماضي، بالإضافة لما تم إنجازه العام الحالي بوضع مركز مسكنة في خدمة العملية التسويقية وشراء الأقماح من الفلاحين، بشكل دوكما، وليس كما كان مقرراً له بشراء الاقماح المشولة، وذلك من خلال طرح ورؤية محافظ حلب وبالتنسيق مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومبادرته لإستلام الأقماح الدوكما في المركز، ومن ثم قيام المؤسسة بنقلها إلى صويمعة تل بلاط على نفقة المؤسسة السورية للحبوب ، الأمر الذي خفف الأعباء والنفقات عن كاهل الفلاحين بالإضافة إلى التنسيق الكامل مع اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة ومكتب نقل البضائع.

وتابع المهندس رئيس الفرع : تم إدخال صوامع تل بلاط في العملية التسويقية لهذا العام من خلال الجهود الكبيرة لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذي أشرف بنفسه ومن خلال زياراته الميدانية المباشرة على وضع الصومعة في الخدمة لهذا الموسم بطاقة تخزينية /50/ ألف طن، على أن تستكمل عمليات إعادة التأهيل والإعمار بعد انتهاء الموسم لتصل إلى /100/ ألف طن , ورفع قدرتها الشرائية الحالية من 1000/طن يومياً إلى أكثر من /1800/طن يومياً بالاعتماد على كوادر المؤسسة وخبراتها الفنية.

وبخصوص التسهيلات التي تقدم للفلاحين وأسعار الأقماح التي حددتها المؤسسة يقول : قدمت المؤسسة العديد من التسهيلات والإجراءات وكل ما من شأنه مساعدة الفلاحين منذ بداية موسم زراعة الأقماح بكافة المستلزمات لضمان محصولٍ وفير ، كذلك ومن باب الحرص على استلام كل حبة قمح ومن خلال مكرمة السيد الرئيس بشار الأسد ، التي قضت بتقديم كافة التسهيلات والمساعدة للمزارعين، حيث تم إقرار بيع أكياش الخيش في مراكز الشراء، كي لا يضطر

 

الفلاحون لدفع ثمنها بشكل مسبق في المصارف الزراعية، كذلك عبر رفع درجات السماح للإجرام والشوائب وقيام المؤسسة بعمليات الغربلة على نفقتها إضافةً إلى التقيد بشراء القمح وفق السعر التشجعي الذي حددته الحكومة وبما يفوق الأسعار في دول الجوار والأسعارالعالمية بهدف تعويض الإخوة الفلاحين عن الخسائر التي لحقت بهم وبأراضيهم واّلياتهم الزراعية خلال السنوات الماضية وتشجيعهم.

وتابع: ونحن على ثقة بأن الدعم الذي تقدمه الدولة السورية للإخوة الفلاحين لا بد أنه سيُقابل بوفاءٍ كبير منهم وبزراعة مساحاتٍ أكبر في العام المقبل وباستمرار بتسليم أقماحهم عرفاناً وتقديراً للدعم الحكومي الكبير المقدم إليهم .

وختم بالإشارة الى أهم الإجراءات المتخذة خلال الفترة القصيرة نسبياً لتكليفه بإدارة فرع حلب، و رؤيته للأعوام القادمة بالقول: إن الحرب الكونية والحصار والتهجير والعقوبات الغربية أفقدت المؤسسة العديد من كوادرها الشرفاء ودفعتها للعمل في ظروفٍ استثنائية، أدت من حيث النتيجة إلى حدوث خللٍ وترهلٍ إداري وثغراتٍ في العمل، الأمر الذي يدفعنا لبذل كامل طاقاتنا لإعادة ترتيب البيت الداخلي بالاعتماد على الشرفاء وأصحاب الكفاءات العالية وسنرسم الخطوط الحمراء بشكلٍ حازم بوجه كل من تسول له نفسه الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا من القطاعين الخاص والعام ووفقاً لرؤية سيادة الرئيس بشار الأسد حول تطبيق الإصلاح الإداري وفق أحدث المعايير ومكافحة الفساد بكافة أشكاله .

وأكد محمد : أن فرع حلب سيكون على قدر المسؤولية والاّمال المنوطة به وسيسعى بكل طاقته لإنجاز موقع أو موقعين إضافيين في العملية التسويقية للعام المقبل وبرفع كفاءة مراكز الشراء وصوامع التخزين والمطاحن إلى أعلى المستويات للوصول بمطاحن القطاع العام نحو تحقيق الكفاية الذاتية الكاملة كي نترجم الانتصار العسكري للجيش العربي السوري انتصاراً في معارك الحصار والعقوبات الأحادية اللاقانونية واللا أخلاقية للولايات المتحدة الأمريكية، بما يساهم بدعم القرار السيادي السوري المستقل ولنفعل كل ما يليق بنا كسوريين تحت شعار “الأمل بالعمل” .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار