لاشك في أن مشاركتنا في البطولة الآسيوية للرجال للجمباز التي تقام في قطر هي خطوة جيدة ومميزة ولها مدلولاتها من حيث ضرورة التواجد والحضور الرياضي السوري في البطولات الدولية، وذلك بعد غياب قسري عن هذه المشاركات ، ولكون هذه البطولة من الفعاليات الرياضية الهامة التي تُعنى برياضة الجمباز وأبطالها على مستوى القارة الآسيوية وما يترتب عليها من الاستفادة المباشرة من التجارب الرياضية والاحتكاك وتبادل الخبرات مع رياضيي هذه الدول كالصين واليابان وكوريا الجنوبية وكازاخستان.. وغيرهم، ومن ناحية أخرى تعدّ هذه المشاركة استكمالاً لأجواء التدريب ومناخ المتابعة المستمرة استعداداً للاستحقاقات الرياضية القادمة كدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التاسعة عشرة التي ستقام قريباً بالجزائر وكذلك تحضيراً للبطولة العربية المقررة في شهر تشرين الأول القادم في وهران بالجزائر أيضاً، وبالعودة إلى الواقع الحالي لرياضة الجمباز في بلدنا الحبيب سورية فقد أصابها التراجع والضعف كما أصاب العديد من الألعاب الرياضية الأخرى بسبب الظروف الاستثنائية التي مرت على الساحة الرياضية المحلية ما حدّ من نشاطها وغيّب من فعالياتها بعد إن كانت جيدة وخطواتها باتجاه التطور والتميز واضحة وثابتة، ومنذ العام الماضي لمسنا بعض التحول الإيجابي بنشاطاتها والانطلاق نحو التحسن والتقدم بالأداء والنتائج ، وما يهمنا الآن أن الوعود التي وصلت أسماعنا من أولي الأمر والمعنيين أننا قادمون على قفزة نوعية إيجابية في مجال الاهتمام بهذه الرياضة وإعادة تأهيلها وترتيب بيتها الداخلي وصولاً إلى الانطلاقة الجيدة والفعالة المبنية على الأسس والنواظم العلمية والفنية التي تخدم هذه اللعبة وتتيح المجال للاعبيها ولاعباتها وخاصة القواعد بتطوير مهاراتهم وخبراتهم ضمن الأجواء المناسبة والملائمة لعملية التدريب والمتابعة في إطار من الرعاية والدعم وتوفير مستلزمات التميز والإبداع، نتمنى النجاح والتوفيق للاعبينا المشاركين في البطولة الآسيوية للرجال في قطر على أمل أن يسعدونا بتميزهم وحصولهم على المراتب والمراكز المشّرفة إعلاء لسمعة الوطن وصورته، ونأمل أن تكون الوعود التي ننتظر ترجمتها على أرض الواقع حقيقية وتخدم تطور هذه اللعبة ورفع مستويات لاعبيها ولاعباتها باعتبار أن الجمباز هي رياضة الفن والجمال واللياقة ولدى محبيها وروادها قدر كبير من الإعجاب والتقدير لها لما تضفيه عليهم من بهجة وسرور أثناء متابعتها .