بلاغ كاذب
مع اشتداد درجات الحرارة خلال أيام الصيف يكاد لا يمر يوم في محافظة درعا من دون اشتعال عدة حرائق متفاوتة الشدة والنوع، ومن هنا فإن جهوزية فوج الإطفاء بالتشاركية مع الجهات الأخرى ذات العلاقة تكتسب أهمية بالغة، وخاصةً مع حلول موسم حصاد المحاصيل الزراعية وعلى رأسها القمح، حيث تُمكن من التدخل بإخماد الحرائق التي قد تنشب بأقصى سرعة ممكنة لتحصرها في أضيق المساحات وبأقل الخسائر.
لكن المستغرب أن تجد أشخاصاً غير مبالين ولا يتحلون بأي حس من المسؤولية ممن يقومون بالإبلاغ الكاذب عن حرائق غير موجودة أصلاً، وذلك ما يعني إشغال فوج الإطفاء وتشتيت جهوده في وقت المحافظة أحوج ما تكون فيه إلى كل الإمكانات المتاحة على قلتها وتراجعها نتيجة سنوات الحرب العجاف سواء لجهة رجال الإطفاء أو جهة آلياته.
من خلال بيانات فوج الإطفاء يلاحظ أن عدداً من البلاغات الكاذبة ترد إليه، ومثالها من حي السبيل بمدينة درعا وبلدة خربة غزالة وكذلك بلدة اليادودة وغيرها، حيث تحركت بموجبها زمر الإطفاء إلى العناوين التي حددها المتصلون, وعندما وصلت المكان لم تجد أي حريق، وبالاتصال مع صاحب البلاغ للتأكد يصبح جواله مغلقاً، وحينها تعود تلك الزمر أدراجها بعد أن تكون قد استهلكت الكثير من الوقت والجهد والإمكانات، علماً أن انشغال تلك الزمر في الذهاب بموجب تلك البلاغات الكاذبة قد يكون في هذه الفترة من السنة على حساب تأخير التدخل في حرائق فعلية في مكان آخر والتسبب في ازدياد الخسائر الناجمة عنها.
يحق السؤال هنا: أي استهتار هذا من ضعاف النفوس هؤلاء، وأي حماقة يرتكبونها تجاه تشتيت أعمال فوج الإطفاء الحيوي الذي يهدف لإنقاذ أرواح البشر وتقليل الخسائر في الممتلكات الخاصة والعامة؟.
لمن لا يعلم، فإن الفوج لا يقف صامتاً إزاء البلاغات الكاذبة بل يسطر الكتب إلى المحامي العام والجهات المختصة المعنية من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال فاعليها، والأمل من المجتمع المحلي التنبيه والتوعية لعدم القيام بتلك الأفعال لتلافي تشتيت طاقات فوج الإطفاء وتركيزها في المهمات الفعلية، وخاصةً أن أداءها بالمستوى المطلوب فيه مصلحة للجميع من خلال الحفاظ على الأرواح والممتلكات.