روبين عيسى تدخل عالم الكتابة والإخراج السينمائي 

حوار: ميسون شباني

الوصول إلى تحقيق الحلم هدف يسعى إليه كل إنسان.. وحلمها كان بأن تقف خلف الكاميرا لتنجز رؤية بصرية سينمائية كتبتها بنفسها عبر فيلم سينمائي احترافي قصير حمل عنوان “فيلم طويل جداً”.. الفنانة روبين عيسى اختارت الدخول في مزاجٍ مختلف، فخاضت مؤخراً أولى تجاربها ككاتبة ومخرجة سينمائية بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما، واختارت لبطولة فيلمها كلا من: جرجس جبارة، ميلاد يوسف، دجانة عيسى..فماذا أرادت أن تقول في توليفتها الجديدة؟

“تشرين” زارت الفنانة روبين خلال عمليات المونتاج لفيلمها الأول كتابة وإخراجاً، وكان هذا الحوار:

* البداية من فكرة الفيلم وهذا المشروع كيف بدأ حتى وصل إلى عمليات المونتاج الفنية؟

المشروع ليس بجديد، فأنا كتبت الفيلم وأنجزته مروراً بمرحلة التعديل على الورق وصولاً إلى الشكل النهائي، واستغرق مني الأمر حوالي أكثر من عام، صحيح أنها مدة قصيرة، ولكن كان في داخلي ووجداني ما يحفزني ويدفعني لقول ما أريده بشكلٍ ما، وبمجرد أن نضجت الفكرة واكتملت قدمت السيناريو للمؤسسة العامة للسينما وتمت الموافقة عليه، وهنا بدأت عملية التحضيرات للتصوير والبحث عن مكان يناسب الرؤية البصرية المفترضة للسيناريو ولي، إضافة إلى أنني أحب فكرة الإخراج أي أن أكون مخرجة تقود عملاً فنياً، وأن أنفّذ الأفكار التي في داخلي وعلى الورق كما أريد، وهذا الفيلم أتاح لي تحقيق هذا الشيء، ودخلت تجربتي الأولى كممثلة ومخرجة، فكنت أشعر بأنني مكان كل شخصية تُمثّل وحضرت عبر الفيلم، وكل الوقت كنت أضع نفسي مكانهم باعتبار أنني كاتبة الشخصيات، وهذه تجربة ممتعة لي وفيها مسؤولية كبيرة، ولكن الحقيقة أنني استمتعت جداً وكنت موفقة بكادر الفنانين والفنيين، وهذا ما أعطاني دعماً معنوياً.

* هل اختلفت فكرة الفيلم بين الورق المكتوب والتنفيذ البصري؟

الفيلم رمزي، وهذا الشيء واضح في الديكور والتجريد والتفاصيل التي خلقت تداعياً من ناحية المكان، هذه التفاصيل قادتنا إلى أشياء كثيرة لن أفصح عنها، وحاولت ألا أخرج عن اللقطات والمشاهد المكتوبة، ولكن هناك أشياء كثيرة أغرتني من ناحية الرؤية البصرية والشكل الفني، وحاولت ضبط هذا الموضوع لأن هذا النوع من الأفلام يسمح لك بالذهاب لتفاصيل أكبر وقد يصل إلى فيلم طويل

* قلتِ إن الفيلم يحكي عن مجتمع كامل، ولكن هناك فقط ثلاث شرائح عمرية، هل اختصرت كل ما أردت أن تقوليه عبرها؟

* صحيح عندي ثلاث شخصيات، ولكن عندما تشاهدين الفيلم ستكتشفين أنهم شخصيات متعددة ومتنوعة، والفيلم يحاكي بتفاصيله وشخوصه مجتمعاً كاملاً، وهذه الشخصيات جسدت شرائح إنسانية برمزية عالية جداً، فكل شخصية تدور في عالمها وفلكها الداخلي وهي تسعى بإيقاعها الداخلي وأفعالها وهاجسها وإرهاصاتها للوصول إلى هدفها، فهي شخصيات تسعى إلى الخلاص والاستمرار، وقد تكون انعكاساً لأي واحد منا، وقمت بالإستعانة باللقطات الخارجية كي تدعم الفكرة التي أقدمها.

* الفيلم رمزي يعتمد على التكثيف، وهو نوع صعب، كيف تعاملتِ مع هذا الأمر عبر الكاميرا السينمائية؟

النوع الرمزي يخدم في هذا المكان، وعندي تكثيف هائل، فعبر لقطة ما نشاهد كمّ الضغوط الذي تعاني منه الشخصية والانفعالات الداخلية، وهذا الأمر صعب على الممثلين تقديم تكثيف هائل للمشاعر بلقطة واحدة مع تنقلات سيكولوجية ونفسية بلحظة، وبالمناسبة الفيلم القصير هو أصعب من الفيلم الطويل لأنه يعتمد على التكثيف بشكلٍ عالٍ، ولا يملك المساحة الكافية كي تفرد له أفكارك لتصل إلى ما تريد قوله، وهذه (الحدوتة) حدوتة صريحة واضحة بشخصياتها وعوالمها، وأيضاً نوعية الفيلم الرمزي أصعب من القصير الواقعي؛ لأن هناك مسؤولية في تقديم الرمزية في مكانها لإيصال الفكرة، ولأن هذا النوع قابل للتاويل بشكلٍ كبير.

* التنوع في التجريب، ودخول أمزجة فنية مختلفة، ماذا يقدم للفنان؟

تعلمت في هذه التجربة أشياء كثيرة لا تخص الممثلين فقط؛ بل الإخراج والكتابة وتنفيذ المكتوب، ودخلت المونتاج ومازلت في طور التعلم والتجريب والبحث الدائم، ومازلت وسأبقى أتعلم، وهذه أول تجربة لي، وربما تكون هناك نقاط لم نلامسها بعد عبر الفيلم وأترك الرأي للجمهور.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار