خلدون الأحمد.. عازف المفردات الحروفية ضمن إيقاعاته التشكيلية

رنا بغدان:

ليس من السهل بمكان أن تختار عملاً فنياً واحداً تعرضه ليعبر عن تجربتك وتطوّرها وآفاقها التي وصلت إليها خلال عام.. عمل يعبر عن أفكارك ورؤاك وتطلعاتك وعشقك لحروف ارتبطت بلغة الضاد التي تعتبرها الأجمل بين لغات العالم.. من هنا كانت لمشاركات الفنان التشكيلي خلدون الأحمد في عدد من المعارض حضور لافت في إبراز جماليات الحرف العربي الذي يهوى، فقد دعا اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب مؤخراً لافتتاح معرض فناني حلب في صالة الأسد للفنون الجميلة في مبنى الاتحاد تحت عنوان “ربيع حلب 2022″ الذي يستمر حتى السادس عشر من الشهر الحالي..

عن هذا المعرض يتحدّث الفنان خلدون الأحمد في تصريح لـ”تشرين” فيقول: معرض “ربيع حلب” معرض سنوي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب ويشارك فيه جميع فناني حلب وكلٌ بعمل واحد ويقدم كلّ فنان موضوعه وتجربته بطريقته وأسلوبه فنتعرف على نتاجه الجديد .. وقد شارك فيه هذا العام ٢٨ فناناً، وقدّمت أنا فيه عملاً هو عبارة عن تشكيلات حروفية تبرز علاقتها مع مساحة اللون ضمن إيقاعات فسيفسائية شرقية، وهذا المعرض دليل على أنّ الحالة الثقافية في حلب مستمرة، فخلال هذا الشهر أقيمت أكثر من ستة معارض وآخرها معرض لأساتذة كلية الفنون الجميلة في جامعة حلب، حيث شاركت بثلاثة أعمال حول الحرف العربي وجمالياته ضمن إيقاع تشكيلي وذلك لإبراز مفاتن وجمال الأبجدية الأجمل في العالم وهي لغة الضاد.

وعن أعماله ومشاركاته يتابع الأحمد قائلاً: تأتي أعمالي دائماً لتعبر عن حالة العشق للغة العربية.. ودائماً أطوّر في إيقاع الحرف تشكيلياً ليأخذ تكوينه ضمن حالة اللون من طواعية لحركته كمن يعزف لحناً شرقياً يأخذني إلى مساحات الجمال والتشكيل. وأنا دائم البحث عن مفردات لونية تليق بجمال إيقاعه ضمن رؤيتي التشكيلية. وقد أقمت أكثر من عشرة معارض حول الحرف العربي تشكيلياً، وسبق أن قدّمت معرضاً سميته “النقطة” لما لها من حضور كبير ضمن تكوينات الحروف وحركتها ولونها، وقريباً أحضّر لمعرضي الفردي الذي سيضمّ ثلاثين عملاً حروفياً.

وعن الألوان والأدوات والتقنيات المستخدمة في أعماله يقول: الألوان التي أستخدمها في كل أعمالي هي الألوان الزيتية على القماش أو الخشب أو السيراميك، لكنّ دراسات التحضير للعمل الزيتي دائماً تأتي بقلم الرصاص أو الحبر الأسود مع تزاحم الأفكار على إنجاز لغة تشكيلية تليق بجمال لغتنا العربية التي يسحرني إيقاع حروفها عبر نسيج اللون الممتد من داخلي ليظهر على سطح اللوحة ممزوجاً بالحب والجمال عبر تداخلات الحروف التي تجمعني معها علاقة حميمية روحية ليظهر، أي عمل أحاوره ويحاورني يكتبني وأكتبه، ملامساً روحي وتكون إشراقة الشمس ولادة للعمل الممزوج بالحب بعد ساعات عمل متواصلة.

أما عن حالة الحراك الفني الثقافي فيقول الفنان خلدون: لكي نرقى بالفن التشكيلي والحالة الثقافية علينا أن ندعم هذه المعارض ونوثّقها خاصة أن الفنان يقدم أعماله وجهده في المشهد الثقافي السوري ليصل إلى العالم، فأنا أطلب توثيق أعمال الفنانين ضمن كتاب سنوي يضم أعمالهم يصدر عن وزارة الثقافة ويكون مرجعاً ودليلاً راقياً للفن التشكيلي السوري خلال عام كامل تستفيد منه كل الأجيال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار