الدراما والقانون والثقافة الإلكترونية

هادي عمران:

الدراما والقانون والثقافة الإلكترونية كانت أهم المحاور التي ناقشها مشاركو الندوة التي استضافها المركز الثقافي العربي في كفرسوسة، والتي شارك فيها المخرج محمد نصر الله والمنتج الفنان سليمان قطان بحضور عدد من الممثلين والفنانين والمهتمين في مجال الدراما السورية.

ووصف الفنان سليمان قطان مجمل صُنّاع الدراما السورية بالمبدعين لكونهم يجعلون أيامنا تبدو أكثر سحراً وجمالاً ومدعاة للتأمل بالحياة، فبفضلهم كان الموسم الرمضاني هذا العام أكثر تألقاً بعودة مميزة تألقت بها الدراما السورية وتربعت على عرش الفضائيات .

وتوجه قطان معاتباً بعض المنتجين بسبب وجود بعض الإشكاليات في الأعمال التي تنتقد الفساد بصورته المباشرة، وطرح الفكرية والشكلانية الفنية -حسب وصفه- التي تقدم وتطرح وجهات النظر لكون النتاج سوريا بامتياز، متمنياً تحقيق قفزات نوعية بدراما سورية تحمل ضمن طياتها رسالة الفن السامية في مختلف النواحي الاجتماعية والسياسية والانسانية والفكرية.

واضاف قطان: إنه في خضم مشروع إعادة الإعمار الذي يعد الشغل الشاغل هذه الفترة يجب علينا المشاركة الفاعلة في المشروع عامة وعلى الصعيد الفني خاصة، فإعمار البشر يجب أن يوازي إعمار الحجر  وتكون البداية من اللبنة الأولى لخلية المجتمع.

واعتبر أن مسرح الطفل يشكل أداة تربوية ممتازة بالنسبة للطفل، وهو عملية تثقيفية وتعليمية وتهذيبية متكاملة البنيان، متعددة الأبعاد، فمسرح الطفل يتميز بخصوصيات وفوائد وانعكاسات تربوية ونفسية لا يوفرها له لا التلفاز ولا السينما، فلايزال المسرح طارئاً على حياتنا الثقافية وليس من صلبها ، لافتاً إلى ضرورة تفعيل هذا المسرح وعلى كتاب مسرح ودراما الأطفال تقديم  أعمال تخدم استراتيجيةالحس الوطني والثقافي بشكل غير مباشر لنستطيع خلق جيل واعي ومثقف إنسانياً ووطنياً، إضافة إلى أنّ مسرح الطفل يشجع الطفل على الدخول في تجارب متجددة، فيتوسع وعيه، وينمو خياله ويتعلم كيف يتجاوز الخلل المجتمعي، ويكسبه السلوك القويم بتأكيده على القيم الإنسانية من صدق ومحبة وحرية وشجاعة،

كما أنّ تكوين الذائقة الفنية والجمالية يتطلب مراكمة الخبرات منذ نعومة الأظفار، ولا شك بأن مسرح الطفل يلعب الدور الأبرز بتوجيه الذائقة الجمالية، التي تبقى مع المرء طوال عمره، كما تعدّ الأسرة والمدرسة والشارع عوامل مؤثّرة أيضاً، ولكن يبقى مسرح الطفل هو الوسيلة الأكثر نجاعة والمؤثّر بالمعنى الإيجابي على حياة الطفولة، والبدء برسم ملامح الذائقة الجمالية.

من جهته رأى المخرج محمد نصر الله أن الدراما تساهم في تعليم الجيل الناشئ على القيم الإنسانية وتسلط الضوء على الحالات السلبية والإيجابية وتساهم في البحث عن الحلول لمشكلات معينة كالمخدرات، ويتمثل دور صناع الدراما والمؤسسات المنتجة -حسب نصر الله- باعتماد معايير عالية عند اختيار النص والفنانين والأسلوب الإخراجي وتقديم البيئة بمنظور إيجابي واتخاذ مرجعيات ثقافية وفنية تقيم الأعمال بشكل فني يؤدي إلى زيادة نسب المشاهدة والاستمرار بتقديم أعمال مهمة.

بدوره أشار مدير الندوة الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر إلى الأخطاء القانونية في بعض الأعمال الدرامية، وهذا يدل على أنه لا وجود لمراجعة للأعمال الفنية مثل “كسر عضم” الذي اعتمد على وجود محامين وشرطة وسجن وغير ذلك من دون اللجوء إلى رأي القاضي ما يدل على قصور في المعالجة، إضافة إلى وجود السلبيات من دون الإيجابيات..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار