العقوبات على روسيا تضع أوروبا أمام كارثة
تشرين:
يتواصل الحديث عن العقوبات الغربية والأمريكية على روسيا, والتي تسببت بتداعيات ونتائج تضر العالم بأسره، وإن كانت كل الأطراف متضررة، فإن الاقتصاد الأوروبي على أبواب كارثة وأزمة تضخم حسب تأكيد العديد من المسؤولين.
في السياق، أكد عضو البرلمان الأوروبي النائب الفرنسي تييري مارياني أن سياسة العقوبات التي تفرضها الدول الأوروبية على روسيا، تؤثر سلباً على اقتصاداتها وتجرها إلى كارثة.
وخلال المناقشات حول مشروع القرار بشأن سياسات الاتحاد الأوروبي في مجال العلاقات الدولية والأمن على خلفية النزاع في أوكرانيا، قال مارياني: أعتقد أنكم تجروننا نحو كارثة اقتصادية وجيوسياسية من خلال سياسة العقوبات التي لا يريد أحد الالتزام بها خارج الغرب، مضيفاً: تطالبون دائماً باتخاذ موقف متعدد الجوانب لكنكم تقيمون نظاماً يفرض قيوداً على علاقاتنا مع أي جهة غير الولايات المتحدة.
وأشار مارياني إلى أن «التضامن مع الشعب الأوكراني يجب ألّا يحجب واقعنا»، معتبراً أن سياسات الاتحاد الأوروبي تعرض الدول الأوروبية للخطر.
في السياق ذاته، وصف الخبير الأمريكي ستيف هانكي العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا بذريعة أوكرانيا بأنها غير فعالة وتعود بنتائج عكسية على العالم بأسره.
وفي حديث لصحيفة «آسيا تايمز»، قال هانكي مؤسس معهد جون هوبكنز للاقتصاد التطبيقي والصحة العالمية ودراسة المشاريع التجارية: التكلفة الاقتصادية لهذه العقوبات ستكون كبيرة بالنسبة لروسيا لكن هذه التكلفة تتلاشى مقارنة مع العواقب التي سيواجهها العالم، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيتحمل تكاليف ضخمة, وهي أكثر بكثير من تكاليف الولايات المتحدة.
وعن تكلفة هذه العقوبات أشار هانكي إلى أنه لا توجد هناك إلّا تقديرات من المصارف الاستثمارية والبنوك المركزية والمنظمات الدولية مثل: صندوق النقد الدولي وكذلك المنظمات غير الحكومية المختلفة، مبيناً أن هذه التقديرات العشوائية والجزئية إلى حدٍّ ما هي مجرد غيض من فيض فيما ستكون التكلفة الحقيقية للعقوبات ضد موسكو ضخمة بالنسبة للعالم.
ولفت الخبير الأمريكي إلى أن حظر استخدام موارد الطاقة الروسية ونقلها سيؤثر تأثيراً سلبياً وجدياً للغاية على بلدان الاتحاد الأوروبي، مرجحاً أن تصبح أسواق النفط والغاز العالمية مسيّسة, ولن يتم توفير النفط بحرية كما كان على مدى العقود الأربعة الماضية, وسيؤدي ذلك في النتيجة إلى أن يدفع الجميع أكثر من قبل بكثير.
كما انتقد هانكي تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي زعم فيها أن أزمة التضخم في الولايات المتحدة سببها روسيا، مبيناً أن سبب المشكلات التي يعانيها الأمريكيون حالياً هو إدارة بايدن وسلفه دونالد ترامب.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي أعلن فى وقت سابق الحزمة السادسة من العقوبات الأحادية ضد روسيا, والتي تنص على تطبيق تدريجي لحظر على واردات النفط الروسية، في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول أن الأخطاء طويلة الأمد التي ارتكبتها الدول الغربية في سياساتها الاقتصادية والعقوبات الأحادية على دول أخرى أدت إلى حدوث تضخم عالمي وزيادة الفقر ونقص الغذاء على مستوى العالم.