أجور المشافي الخاصة ترهق المرضى
السويداء- طلال الكفيري:
لم يعد خافياً على أحد أن إجراء أي عمل جراحي لدى المشافي الخاصة مهما كان نوعه، بات يحتاج ميزانية مالية كبيرة، يصعب على أصحاب الدخل المحدود والمهن الحرة تأمينها، ما أبقى المرضى -حسبما أشار بعضهم لـ«تشرين»- أمام خيارين أحلاهما مرّ، إمّا انتظار دورهم لدى المشافي العامة الذي قد يمتد لأشهر والاستسلام لأوجاعهم لحين مجيء دورهم، وإمّا التوجه نحو المشافي الخاصة وتالياً دفع الفاتورة الطبية المرهقة للجيوب، التي يحتاج تسديدها إلى قرضٍ خاص بها.
وأضاف المكتوون بنار أسعار المشافي الخاصة: إن الأجور التي يتقاضاها الأطباء العاملون لدى هذه المشافي ومعظمهم يعمل لدى المشافي العامة، مرتفعة جداً حيث وصلت أجور عملية الديسك إلى نحو خمسة ملايين ليرة، وأجور عملية جراحة العيون إلى نحو سبعمئة ألف ليرة، وأجور عملية« الفتق اللبي» إلى نحو مليون ليرة، وعملية الولادة القيصرية إلى سبعمئة ألف ليرة، ويضاف إلى ذلك فقد وصلت أجرة صورة الإيكو إلى ٢٠ ألف ليرة, والرنين المغناطيسي إلى ١٥٠ ألف ليرة، هذا ناهيك بأجور التحاليل المخبرية التي تفوق الـ٣٠ ألف ليرة، والسؤال الذي يطرحه هؤلاء المرضى: أين نقابة الأطباء عن أسعار المشافي الخاصة التي ما زالت خارج دائرة الرقابة.
من جهته، قال نقيب أطباء السويداء الدكتور إحسان جودية لـ«تشرين»: في ظل الشكاوى المتكررة على أجور المشافي الخاصة تم تشكيل لجنة استشارية لوضع ضوابط تحد من الأسعار العشوائية للمشافي الخاصة، إضافة لذلك تعمل وزارة الصحة على توحيد تسعيرة المشافي وفق نظام الوحدات كل وحدة 4000 ليرة، والعمل بنظام الفوترة من خلال ربط المشافي الخاصة مع الوزارة، وهنا يصبح المشفى ملزماً بالتسعيرة المحددة، مضيفاً: إن ارتفاع أجور المشافي الخاصة، ولاسيما في الآونة الأخيرة، جاء بذريعة ارتفاع أسعار التجهيزات الطبية إضافة لارتفاع أسعار الأدوية، وأجور الأطباء العاملين لدى هذه المشافي، لافتاً إلى أن دور العملية لدى المشفى العام فقط للعمليات الباردة، بينما العمليات الإسعافية لا تحتاج إلى دور.
بدوره مدير مشفى السويداء الوطني الدكتور سلام أتمت قال لـ«تشرين»: يعاني قسم الجراحة في مشفى السويداء الوطني من نقص شديد بأطباء الجراحة، إذ لا يوجد إلّا طبيب واحد فقط لذلك أي عمل جراحي« بارد» يحتاج إلى دور لا يقل عن ثلاثة أشهر، بينما العمليات الإسعافية يتم إجراؤها فوراً, وإذا تعذر إجراؤها لدى المشفى يتم تحويل المريض إلى دمشق، يضاف إلى ذلك أيضاً خلو قسم جراحة الأوعية من طبيب جراحة، فأي عمل جراحي متعلق بالأوعية سيكون المريض مرغماً على الذهاب إلى المشفى الخاص.