ثلاثة فيديوهات
1
لا بدّ لك إن كنت قد شاهدت الفيديو الذي فيه تحققت أمنية طفل بعمر الست سنوات يصارع السرطان في شمال ألمانيا، وكانت أمنيته الأخيرة رؤية راكبي الدراجات النارية يطوفون حول منزله، فتلقف أصدقاؤه وعائلته الأمنية ونشروا عنها، فحظي الطفل بـ 20 ألفاً من راكبي الدراجات رغم أن أمنيته لم تكن تتجاوز الثلاثين درّاجاً، فاستقبلها الطفل بفرح حركت جسده المقعد على كرسي متحرك، وكأنه كان يشكرهم على طريقته، لا بدّ وأنت تشاهد أن تتساءل وبحسرة هل يمكن أن تتحقق مثل هذه الأمنيات لدينا؟ نقول: نعم يمكن، لكن ليس قبل أن ينتهي عصر سيل الموافقات التي عليك أن تسعى للحصول عليها لأجل تنفيذ أيِّ نشاطٍ مهما كان سامياً ويقدم مساعدة لفرد أو لجماعة!
2
وفي فيديو آخر بطلته طفلة بعنوان ” لا أحدَ يجيد الكذب كالآباء” يجذبنا الشريط لنعرف سرَّ هذه الجملة فنرى مشاهد سريعة كيف يدلل الأب ابنته و”يغنّجها”، لكنها تكتب رسالة أو موضوع تعبير تقول فيه ” أبي هو أحلى أب في العالم، أبي هو الأوسم، الأذكى، الأمهر، الألطف، هو الرجل (السوبرمان) الخاص بي، أبي يريد مني القيام بعملٍ جيد في المدرسة، ببساطة أبي عظيم، ولكن، هو يكذب! هو يكذب بشأن حصوله على وظيفة، هو يكذب بشأن حصوله على مال، هو يكذب بأنه ليس متعباً، هو يكذب بأنه ليس جائعاً، هو يكذب بأننا نمتلك كل شيء، هو يكذب بشأن سعادته، هو يكذب من أجلي، أنا أحبّ أبي”. ويترافق مع كل جملة مشهدٌ بصريٌ يجسد الجملة التي تكتبها الطفلة والتي لا تبلغ أكثر من خمس أو ست سنوات. هذا الفيديو الجميل والمؤثّر مشغول بشكل سلس ليقول لنا إن الجمال في الفن يكمن في بساطة طرح الفكرة مهما كانت عميقة، وليس في عكس ذلك، ما يجعله درساً في الفن.
3
الفيديو الثالث الذي لفت نظرنا هذا الأسبوع هو الذي نتعرف فيه على مهارة طفل في العزف على آلة الكمان، لكن الأهم من عرض مهارة الطفل في العزف، الإشارة بصمتٍ إلى العازفين والعازفات، الذين بعضهم قد يكون أكبر من عمر ذويه، والذين شاركوه العزف بروح مسؤولية المبدعين تجاه موهبة لافتة تحتاج التشجيع. فالطفل يعزف مقطعاً جميلاً وصعباً من ( الفصول الأربعة) للموسيقي فيفالدي، يعرفه كلَّ محبٍّ للموسيقا.