بقلم الرصاص تصيدُ «ميمونة ديب» لحظات العشق الأبدي
مصطفى رستم :
وحده الشغف ما يدفعها لترجمة مشاعرها المرهفة، وإحساسها الفائض بالسلام والسكينة على الورق الأبيض ساكبة الأسود «سيد الألوان» كشباك صياد، ومُحيلةً كلَّ من يرمق لوحاتها إلى عوالم مسكونة بالمحبة، إنها الفنانة ميمونة ديب القادمة من مدينة إدلب للاستقرار بحلب مدينة الأدب والفن وذلك قبل سنوات منصرمة بادئة مسيرتها الفنية حديثاً بكل تؤدة تحاول التعلم والاستزادة من تجارب فنية ممن سبقها.
الفنانة العاشقة لرسم لوحات الحب والعشق بين الناس تواظب على إبداع أعمال بقلم الرصاص ولون الفحم الأسود تعده سيد الألوان وجسراً للوصول إلى إحساس مفعم بالحياة النابضة، فلا سكون يحيط لوحاتها الغارقة بطيف من ألوان العشق حتى ولو أنها تستعمل اللون الوحيد المحبب لها، تروي ديب: أحاول التجهيز قريباً لمعرضي الأول الفردي، امتلك ما يقارب الـ50 لوحة، ستكون شاهدة على تجارب فنية وحالات العشق والحب” هو الإنتاج الفني لفنانة تهوى السير على طريق محفوف بالأمل هو الأقرب إلى قلبها.
زارت «تشرين» مرسم الفنانة ديب وتجولت بين أعمالها الإبداعية، هنا تشاهد أيادي الأنثى وهي تتشابك مع يدي العاشق وهي تعزف على البيانو في تجسيد لنغمات الحب، ووجهاً يذرف الدموع، وآخر مفعماً بالعشق، بينما امرأة تراقص ثياب رجل معلقة على الجدار، وحاولت أن تجيد اصطياد كل هذه الحالات لعلمها أنها لحظات تعيشها المرأة كما يعيشها الرجل على حدٍّ سواء.
اللافت في تجربة الفنانة ديب شغفها المستمر للتعلم فهي لم ترتد أي أكاديمية فنية أو مدرسة لتعليم الفن التشكيلي برغم رغبتها بذلك، لكن الظروف جعلتها تتعلم ذاتياً بعد ما تأكدت ما لديها من مقدرة على ذلك، تقول: لقد تعلمت الرسم عن بعد من قبل أحد أساتذة الفن التشكيلي الذي ترك تأثيراً في طبيعة أعمالي وتعرفت خلالها على أبعاد اللوحة وطريقة إنتاجها.
يتحدث بالمقابل الفنان التشكيلي عبد الرحمن الخطيب عن الفنانة ميمونة بإعجاب معلم يرى تلميذه يثابر ويتقدم نحو الأفضل، وبكثير من الرضا يروي تفاصيل عن تعليمها عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية الإنترنت، ويجد هذه الطريقة من أصعب طرق التعلم ولاسيما أن ما يخص الفن التشكيلي يحتاج تعليمه إلى تطبيق عملي ويردف: “لقد كنت أتابعها وأصحح لها، ومنذ ثلاث سنوات أبدت رغبتها بالتعلم عن بعد، وعندما وجدت عندها هذه الموهبة قررت أن أعمل على تدريبها، وبحكم إقامتي في لبنان فلا يوجد سوى أقنية وسائل التواصل الاجتماعي للتعليم، منذ بدأتْ وجدتُ لديها الموهبة ولكنها تحتاج إلى صقل فبدأنا بالتدريب على النسب باللوحة وظلها والضوء والأبعاد.
ويعد الفنان الخطيب أن استجابة ميمونة للتدريب المتواصل وحرصها على تنفيذ النصائح المقدمة لها كانت سريعة علاوة على ملاحظته رغبتها بالتطوير وإمكاناتها لذلك، حتى تمكنت من صقل موهبتها وبات لرسوماتها معنى، ولاقت تجربتها إعجاباً غير محدود من قبل متابعيها على مواقع التواصل حيث تكتفي بنشر إنتاجها في تلك المساحة الافتراضية.
ت. صهيب عمراية