ملح أجاج في أراضينا الزراعية وهذه هي الأسباب
محمد فرحة:
كل يوم يتحول العديد من المساحات الزراعية لدينا إلى أرض شديدة الملوحة، فتتعذر زراعتها بمحاصيل مربحة لاحقاً، وبخاصة تلك الأراضي التي تروى بمياه الصرف الصحي كأراضي قرية ربعو في منطقة مصياف، فهي عرضة بصورة طبيعية لتأثير الصوديوم متزامناً مع سوء تصريفها من التربة، ما يجعل هذا التملح يتراكم .
غير أن الدكتور منهل الزعبي من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية يقول: إن مشكلة الصرف الزراعي لا تقل خطورة على التربة من خطورة الصرف الصحي، وهنا يجب إيقاف ري المزروعات بمياه الصرف فوراً، وفقاً للمعايير والقوانين نظراً لما تشكله من خطورة على الصحة العامة والبيئة والتربة .
منوهاً بالفرق بين مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي، لكنه يؤكد أن لكل منهما آثره على التربة، وعلى الأغلب إن الصرف الزراعي هو الذي يؤثر في تملح التربة، أما مياه الصرف الصحي فتأثيرها خطير على المزروعات وتالياً على صحة الإنسان، وهنا تكمن الخطورة بل الكارثة لوجود تلوث جرثومي فضلاً عن وجود المعادن الثقيلة، وهذه سموم تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة.
واستطرد الزعبي: حتى المياه المعالجة لها استعمالها ومعاييرها، حيث تمنع سقاية المزروعات والخضار، فمياه الصرف الزراعي أيضاً ناتجة عن المياه بعد الري التي تدخل للتربة وتخرج إلى المصارف الخاصة حاملة معها الأملاح كما في مشروعات الري في حوض الفرات.
ويضيف الزعبي: الأخطر أن هناك مخلفات ومنصرفات من مشاف عامة، وتصب في مياه الصرف الصحي وتروى بها المزروعات، فلا يجوز ذلك أبداً، لأن كل ذلك يؤثر في الصحة العامة أولاً ثم في التربة وملوحتها ومن ثم في البيئة .
وختم الزعبي: هنا يكمن دور وزارة الموارد المائية بمراقبة الصرف الزراعي والصرف الصحي، فعلى الوزارة أن تجيب عن سؤال لماذا لم تستثمر محطة معالجة مصياف التي بلغت تكلفتها مليارين ونصف المليار، وترفع التلوث عن مئات الدونمات من الأراضي الزراعية لقرية ربعو التي تسقي مزروعاتها بمياهها، وهي التي توجد فيها عيوب التنفيذ..سؤال برسم الموارد المائية .