حاضنة حرفية قريباً في حلب

رحاب الإبراهيم

في تجسيد فعلي لما يعانيه الحرفيون والعمال .. الذين تصببت جباهم عرقاً , لكن هذه المرة ليس بسبب تعبهم في العمل والإنتاج، بل بسبب تعذر تشغيل وسائل “التهوية” في قاعة الاجتماعات في مقر اتحاد عمال حلب الذي احتضن المؤتمر السنوي لاتحاد حرفيي المدينة، المقام تحت عنوان “العمل بالإتقان لإعادة الإنتاج”.
حرفيو حلب طرحوا مشكلاتهم وهمومهم على بساط المعنيين، علها تكون هناك استجابة فورية تضمن إنصاف الحرفيين وتقديم الدعم الكامل لتشغيل ورشهم في المدن والمناطق الحرفية، وقد تركزت أبرز هذه المشكلات على تأمين مصادر الطاقة والمحروقات، وتشميل الحرفيين بالقروض الإنتاجية، ومنح الترخيص الإداري والصناعي بلا عقبات، ومنح الهوية الحرفية وإعادة النظر برسوم الخدمات الصادرة مؤخراً وإعادة ترميم مقر اتحاد الحرفيين الكائن في السبع بحرات بحلب , وإعادة النظر بالضرائب المفروضة على الحرفيين، ومنح تراخيص للحرفيين للاستثمار في الأفران والاستثمار أيضاً في المقالع ومناشر الأحجار وغيرها، إضافة إلى المطالبة بإقامة حاضنة حرفية في مدينة حلب.
رئيس الاتحاد العام للحرفيين ناجي الحضوة رد على مداخلات الحرفيين بتأكيده على تقديم كل الدعم للحرفيين للمساهمة في تشغيل ورشاتهم ومنشآتهم، فالحرفيون حسب قوله هم الجيش الاقتصادي الرديف، والمطلوب منهم اليوم أن يكونوا منتجين فاعلين كعادتهم كما تستحق مدينة حلب العاصمة الاقتصادية التي أوصلت المنتج الحرفي إلى العالمية، مشيراً إلى أن الاتحاد العام للحرفيين مستعد لتلبية جميع مطالب الحرفيين وتقديم وسائل الدعم المطلوبة، وقد كانت هناك استجابات عديدة لمطالبهم، فمثلاً طالب الحرفيون في حلب بإيقاف استيراد الأحذية الرياضية والجلدية من أجل تصنيعها محلياً وفعلاً تمت الاستجابة لذلك، وقد استطاعوا فعلاً تصنيع “البوط” الرياضي وكذلك الأحذية مع إعادة تشغيل كل الآلات المتوقفة منذ 1990 وآلات التريكو ذات العشرين رأساً، وأيضاً صناعة “الغوما”، التي أصبحت تغطي السوق المحلي بالكامل، مع التصدير إلى عدد من الأسواق العالمية.
ولفت الحضوة إلى ضرورة إعادة النظر برسوم الخدمات، إذا لا يعقل أن تتساوى جميع المناطق مع بعضها، مشدداً على أنه لا يجوز إطلاقاً أخذ أي جهة لمخصصات الحرفيين، مطالباً الحرفيين بعدم السكوت عن حقهم عند حصول أي حالة تجاوز وتقديم شكوى بهذا الخصوص.
وبين رئيس الاتحاد العام للحرفيين وجوب الحصول على موافقة مرفوعة من مجلس مدينة حلب للسماح للحرفيين بالاستثمار في مجال المقالع ومناشر الأحجار وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمركزية في وزارة الإدارة المحلية، مشيراً إلى أحقية الحرفيين في الاستثمار في الأفران أيضاً، لافتاً إلى عدم جواز قيام مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمنح أي ترخيص لاستثمار فرن ما لم يكن صاحبه حاصلاً على شهادة حرفية، وهذا الأمر يجب متابعته ومسؤوليته تقع على اتحاد الحرفيين والجمعيات الحرفية.
ولفت إلى أن تعديلات المرسوم رقم 205 الخاص بالتنظيم الحرفي أصبحت جاهزة وسيعرض قريباً تحت قبة مجلس الشعب بشكل قانوني ليصدر بعد فترة على شكل مرسوم أو قانون، وهذا أمر على قدر من الأهمية كونه سيلبي احتياجات الحرفيين ويضمن إنشاء الحواضن والمدن في الصناعات التخصصية وغيرها.
وأشار إلى أن اتحاد الحرفيين في طور إنشاء حاضنة في بوابة القصب بحلب، وهي ذات طابع تاريخي وستمد هذه الحاضنة بكل التجهيزات اللازمة، حيث سيقدم الاتحاد كل الكلف المالية والخدمات لإنشائها، لتكون حاضنة حلب الحرفية كما تستحق حلب وأهلها، مبشراً بأن إقامة مدينة الذهب في طور الإنشاء أيضاً.
من جهته رئيس اتحاد حرفيي حلب أحمد حسام الحلاق أكد تقديم كل الدعم المطلوب لحرفيي حلب لضمان تشغيل ورشاتهم ومنشآتهم والمساهمة في إعادة النشاط الحرفي إلى مدينة حلب أفضل من السابق، فحرفيو حلب معروفون بإنتاجهم المتقن لكن بحكم ظروف الحرب والحصار لا بد من تقديم بعض المستلزمات والخدمات الأساسية لمساعدتهم على ممارسة نشاطهم الحرفي بدون معوقات، مطالباً بالمساهمة في إعادة إعمار المدن الحرفية المتضررة كالليرمون بغية الإسراع في وضعها بالخدمة أسوة بمدينة جبرين.
وقد تقرر خلال المؤتمر تخصيص 110 ملايين من أجل إعادة ترميم مقر اتحاد الحرفيين في منطقة السبع بحرات.

ت-صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار