مكافحة ثقافة تعاطي المخدرات
الأب حسن سليمان الطبرة:
بعد مضي إحدى عشرة سنة على الحرب الظالمة التي شنتها قوى العدوان على سورية مستخدمة القوى الداخلية والعربية التي تأتمر وتعمل بإمرتها وتنفذ مخططاتها وأجنداتها، خفت حدة المواجهة العسكرية مع تلك القوى الداخلية والخارجية، لكن الحرب الظالمة مثلها مثل أي حرب في أي بقعة من بقاع الأرض تركت بصماتها السلبية في مجتمعنا حيث دمرت كل البنى الاقتصادية التحتية وأفرز ذلك التدمير مشاكل وعقبات اقتصادية انعكست على حياة المواطن ومعيشته وسلوكه.
فقد تسرب الكثير من الطلبة والتلاميذ من مدارسهم وجامعاتهم ليلتحقوا بسوق العمل من أجل تأمين الحد الأدنى لمعيشة أسرهم وأفراد مجتمعهم ويشكل الأطفال نسبة كبيرة في هذه القوى العاملة المتسربة ما يشكل خطراً حقيقياً على الأسرة والمجتمع وازدادت نسبة البطالة بشكل صارخ وبرز الإقبال على (النرجيلة) والتدخين وما يحملان في طياتهما من كثرة التعاطي بالمخدرات والحشيش وغيرها من مفرزات الحرب القذرة ، ما زاد المسؤولية على عاتق الأسرة والمدرسة بكل مراحلها الإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية والمنظمات الشعبية التي أخذت وتأخذ على عاتقها الكثير من المهام التربوية والمساهمة في تنشئة المجتمع وأفراده من محو للأمية والمساهمة في تنفيذ البرامج التربوية والتثقيفية والرياضية والموسيقية المدروسة والموجهة وذلك لتخفيف الفجوة بين الواقع المعيش والطموح المستقبلي المتطلع إلى رأب الصدوع التي تركتها مخلفات الحرب القذرة على الوطن.
ذلك يدعونا لأن نشحذَ همم شاباتنا وشبابنا ونقول لهم: ليست قيمة الحياة بالتهور والتردد والكسل لكونكم تحملون رسالة مقدسة ملخصها المساهمة في بناء الوطن وإعادة ما تهدم وترميم ما تعطل سواء أكان ذلك فكرياً أو معنوياً واقتصادياً أو خدمياً أو تربوياً أو ثقافياً.
وذلك يدعونا أيضاً أن نشحذَ همم الأسر وخاصة الأمهات والآباء لنقول لهم:
لا تتخلوا عن مسؤولياتكم في تربية وإعداد أبنائكم، فمهمتكم في تلك الظروف الصعبة مضاعفة تتلخص في إعداد الطفل واليافع والنشء والشاب, ومساندة المدرسة والجامعات والمنظمات والتعاون معها لبناء ما تهدم وإصلاح ما تضرر على الصعد الفكرية والأخلاقية والدينية والتربوية، فإذا خسرنا الأسرة خسرنا المجتمع والوطن، وهذا مستحيل أن يحدث لكون المجتمع العربي السوري بكل شرائحه يعي هذه المسؤوليات المنوطة به في هذه الظروف الاستثنائية للوطن.
فلتتضافر كل الجهود الأسرية والتربوية والمدرسية والمنظماتية من أجل إعداد جيل مؤهل، واعٍ ومثقف يستطيع أن يتحمل مستقبلاً المهام التي ستوكل إليه ليتابع بناء الوطن ويعيد نضارته ونقاءه.