مسيرة الأعلام الفاشلة ..

حشد الكيان الصهيوني المحتل أكثر من خمسً وعشرين ألفاً من عتاة المستوطنين المتعصبين للقيام بما يسمى “مسيرة الأعلام “يحرسهم آلاف الجنود الإسرائيليين المدججين بالأسلحة لاقتحام ساحات المسجد الأقصى في محاولة لتكريس احتلاله وعائديته ، وعلى الرغم من التحضيرات المسبقة والحشد المسلّح لإنجاح هذه المسيرة وجعلها مناسبة سنوية يحتفي بها قطعان المتطرفين العنصريين الذين أعماهم التعصب فقد فشلت المسيرة .
وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها حكومة العدو الإسرائيلي ، حيث واجه بواسل الشباب الفلسطيني، هذه المسيرة العدوانية وحماتها من الجنود الإسرائيليين بالصدور العارية واللحم الحي، ورغم الوحشية المفرطة التي مارستها قوات الحماية الإسرائيلية ضد الشبان الفلسطينيين ، واستخدام الرصاص المتفجر، إلّا أنها عجزت عن إرغامهم على التراجع واستمروا في المقاومة والمواجهة وأفشلوا هذه المسيرة وأهدافها في تثبيت مزاعم قادة الاحتلال القائلة: إن المسجد الأقصى تابع للكيان الصهيوني تاريخياً وأن القدس هي “العاصمة الأبدية” لهذا الكيان .
لقد قدمت المواجهات الحامية الوطيس بين المقاومين الفلسطينيين الشجعان وجيش الاحتلال رغم عدم توازن القوى مؤشراً جديداً على أن الأراضي المحتلة بما فيها المسجد الأقصى والقدس هي عربية فلسطينية، وحقوق ثابتة لا يمكن أن تتقادم مهما طال زمن الاحتلال أو ظن المحتلون أن احتلالهم أعطاهم شرعية الاستحواذ الدائم ، كما أثبتت المقاومة المستمرة أن هذه الشرعية زائفة وأن الاحتلال قائم على رمال متحركة وأنه لن يعرف الاستقرار وأن الأساطير والخرافات لا يمكن أن تغير الحقائق الثابتة .
درس جديد لقنته المقاومة الفلسطينية للمتطرفين وأصحاب الرؤوس الحامية في الكيان الصهيوني بإفشالها مسيرة الأعلام الإسرائيلية الهادفة لترسيخ الاحتلال وضم القدس واغتصاب المسجد الأقصى وهذه المقاومة لم تعد مجرد ردة فعل آنية بل أصبحت مستمرة وجذورها عميقة في أرض فلسطين ويستحيل اقتلاعها وتستند إلى رصيد تاريخي كبير من الانتصارات ويكفي أن نشير إلى معارك سيف القدس وما حققته صواريخ المقاومة التي هزت تل أبيب وضربت عمق الكيان المحتل لمسافة مئات الكيلو مترات وفي أماكن حساسة كمطار بن غوريون الذي عطلته عن العمل والحركة. الخلاصة أن تنفيذ خطط العدو لم تعد نزهة وأن المقاومة له بالمرصاد وهي تزداد قوة وبأساً كل يوم .
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار