بين غياب الكهرباء وارتفاع الأسعار… للمؤونة حساباتها الخاصة

اللاذقية – آلاء هشام عقدة

مع بداية موسم المؤونة وتوفر الخضار تباعاً في السوق، وتنوعها من فول وبازلاء وثوم وورق عنب، إلا أن أسعارها لا تزال مرتفعة، في حين بات المواطن السوري يشتري بالحبة والأوقية ويبحث عن الأرخص، فهل مازالت ربات البيوت تلجأ إلى المؤونة في ظل الوضع الاقتصادي الخانق وارتفاع أسعار مختلف الخضار والبقوليات للعام الحالي عن السنوات السابقة؟.
إحدى السيدات قالت لـ”تشرين”: لن أقوم هذا العام بتفريز وتموين شيء من الخضار، لا أنسى تكاليف مؤونة العام الماضي والجهد ، وكيف لم تمض فترة قصيرة إلا وأصبحت كل المؤونة فاسدة، وتعرضت للتلف نتيجة الوضع الكهربائي، وحالياً ليس الوضع أفضل من السابق، ولا نستطيع وضع خضار للتفريز لمدة يوم أو يومين، فكيف بمؤونة كاملة تحتاج لعدة أشهر لاستهلاكها !
وأضافت: كيف لنا أن نخاطر ونضع مؤونة في ظل وضع الكهرباء السيئ والبرادات أصبحت أشبه بـ”النمليات” عدا عن الأسعار المرتفعة للمواد .
فيما قالت أخرى: لا أعلم كيف استغنينا عن هذه العادة، إلا أننا أجبرنا على التخلي عنها، في وقت أصبحنا نشتري قوت يومنا يوماً بيوم، وحسب أسعار السوق والمناسب وبالحبة، وأصبحت المؤونة خارج حساباتنا، مضيفة: لدي أطفال صغار والمؤونة ضرورية في المنزل وخاصة في فصل الشتاء، وقلة الخضار في السوق إلا أن الوضع فرض نفسه ، فتكاليف شراء المؤونة مرتفعة وأنا غير قادرة عليها.
بدورها قالت أخرى: أنا موظفة، والمؤونة لدي أساسية، فدائماً عندما لا يكون لدي وقت للطبخ أستعين بما في الثلاجة لأطبخ بسرعة، وحالياً مع وضع الكهرباء أصبح من المستحيل تفريز الخضار، قمت بالسؤال والبحث عن طرق أخرى لحفظ بعض أنواع المؤونة لاستبدال التفريز بها، كـ”كبس” ورق العنب واللجوء لـ”تيبيس” الفول والبازلاء، وهكذا يمكنني تنويع الوجبات في فصل الشتاء، وعدم الاستغناء عن المؤونة ولو لبعض أنواع الخضار.
من جهته، قال الباحث الاقتصادي باسل زينة: المؤونة تخزين منزلي للسلع الغذائية الأساسية للعائلة لمدة عام، وتعد جزءاً من تراثنا ، حيث كانت العائلات تخزن حاجتها من القمح والزيت والزبيب .
وأضاف زينة: مع اندلاع الحرب الإره*ابي*ة على سورية أصبحت الحاجة إلى المؤونة أكثر أهمية من ذي قبل، بسبب الارتفاع المتوالي للأسعار من عام لآخر، وحتى من شهر لآخر وخاصة في الآونة الأخيرة، و نتيجة لذلك فإن هذا التراث سيبقى قائماً رغم ارتفاع الأسعار، لأن التنبؤ الاقتصادي بارتفاع الأسعار أكثر من ذلك مازال قائماً.
ولفت زينة إلى حاجة المؤونة في تخزينها إلى كهرباء مثل البازلاء والجزر والفول، وأخرى لا تحتاج إلى كهرباء مثل البرغل والحمص والزيت، شارحاً أنه في الحالة الأولى سينخفض الطلب على المؤونة هذا العام أكثر من العام السابق، ليس فقط بسبب ارتفاع سعرها، وإنما بسبب عدم الثقة بوضع الكهرباء أيضاً.
وبرأي زينة، الحل الأمثل للمواطن وللحكومة وللاقتصاد الوطني هو بتقديم قسيمة شرائية لكل عائلة بقيمة مليون ليرة للشراء من صالات السورية للتجارة على أن تسدد خلال مدة عام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار