علي : مردود عكسي للأنشطة التي لا تراعي ميول الأبناء
سراب علي
لاتزال السيدة هبة وهي أم لولدين بعمر الست و التسع سنوات في حيرة من أمرها في اختيار النشاط الأنسب لولديها خلال العطلة الصيفية سواء رسم أو موسيقى أو حساب ذهني أولغة إنكليزية.
وكذلك حال السيدة سمية العلي التي تقول إنها مضطرة لتسجيل ابنها ذي العشر سنوات بثلاثة أنشطة خلال الفترة الصباحية .
وأكد عدد من الأهالي ل(تشرين ) أنهم يحاولون استغلال العطلة الصيفية بنشاطات ترفيهية وتعليمية بغية تنمية مهارات و مواهب أبنائهم .
بدورها الدكتورة ميساء علي مدرسة علم نفس وتصوف في قسم الفلسفة جامعة تشرين قالت ل(تشرين) : إن اندفاع الأهالي لتسجيل أطفالهم في مختلف مجالات الأنشطة أمر له وجهان سلبي وإيجابي وكلاهما يتبعان لثقافة الأهل بالدرجة الأولى حول مفهومهم للعطلة، حيث يعتبر الكثير من الأهالي العطلة هماً وعبئاً يضاف إلى أعبائهم اليومية ، فالطفل الآن يمتلك الوقت الذي كان كلّه مشغولاً بالدراسة ، إلا أنّ الوقت غير المشغول قد يكون في معظم الأحيان مدعاة للملل، وهذا من ناحية له حسناته إذ ينطوي على وضع الأبناء في موقف الاختيار لما يرونه مناسباً لهم من حيث قدراتهم وميولهم، والذي يوفر لهم بيئة معرفية وتربوية .
وأشارت علي إلى أن بعض الأهل يرى الترفيه والمتعة والتقوية البدنية تكون بالانتساب إلى النوادي الرياضية التي تسمح للأبناء بإقامة صداقات جديدة أيضاً ، والبعض الآخر يرى في الرسم و الموسيقى الاسترخاء والسعادة وتحقيق التوازن النفسي وتلاشي الطاقات السلبية .
ولفتت علي إلى اتجاه بعض الأهالي لتسجيل أبنائهم في الدور التعليمية بحسب أعمارهم والتي تبدأ من (الحضانة وتنتهي بالمعاهد ) اعتقاداً منهم أنه على الأبناء أن يصقلوا الجانب التعليمي ويتزودوا بالمعارف كأن يجيدوا لغة ما أو يحصلوا على شهادات في القدرات الذهنية كتعلم البرمجيات والحساب الذهني وفن قيادة الكومبيوتر وغير ذلك .
وتؤكد علي أن خطورة الممارسات العائلية على الأولاد تتركز في كثرة الأنشطة دون اعتماد النوعية والمنهجية الصحيحة في مراعاة الميول والقدرات لدى الأبناء فانضغاطهم بكثرة الأنشطة يثقل كاهلهم ناهيك عن كونه طريقة لها مفعول عكسي ونتائج سلبية لما فيها من تشتيت للقدرات والطاقات .
كما أكدت أنه على الأهل عدم إغفال أهمية الوقت الذي عليهم أن يخصصوه لأبنائهم والاستماع إليهم كأن يقوموا برحلات جماعية أو مشاركتهم أنشطتهم أو يحدث العكس، فنجعلهم ينخرطون في مساعدتنا من دون طلب وبشكل مسلٍ كإعداد الطعام ، ولهذا دوره في تعزيز الأواصر الأسرية وتدريب الأبناء على المشاركة وتنمية ثقتهم بأنفسهم وانعاش ذاكرتهم بصور يحتفظون بها مدى الحياة تكون مكمن قوتهم وسعادتهم وتغلبهم على الصعاب .
وتنصح علي الأهل الذين يخافون من أن ينسى الأبناء بعضاً مما تعلموه وخاصة في مجال اللغات أو الرياضيات ، أن يلجؤوا برفقة أولادهم للتنزه وشراء القصص معاً وتشجيعهم على القراءة وأن يكونوا قدوة لهم، وربط التعليم بالتسلية والمتعة لا التلقين.