مؤتمرات كبيرة تعقد، يتم فيها تبادل الأفكار واستعراض التجارب.
أفكار يعاد طرحها مراراُ ، وتأكيدات على دور الشباب والمغتربين والشراكة مع القطاع الخاص وهذا كله بات مطروحاً.
في مؤتمر اللاجئين، والاستثمار في الطاقات المتجددة قبل مدة قصيرة واليوم في مؤتمر الاقتصاد السوري الذي يواصل أعماله، ثمة تقاطع في التأكيد على موضوع إعادة الإعمار ودور السوريين في بلاد الاغتراب، لكن هذه التأكيدات كيف يمكن ترجمتها على أرض الواقع؟ وهل الدعوة وحدها كفيلة بالوصول إلى نتائج ، وإقناع المغتربين ورأس المال بالعودة؟
حديث طويل عن قانون الاستثمار ، والمزايا والتسهيلات وفرص عمل ..هذا صحيح ولا شك فيه .
لكن السؤال الذي يمكن ان يطرحه أي مواطن، ما هو انعكاس هذه الأنشطة على أهميتها على أرض الواقع..؟ هل لاحظنا تحسناً يمكن أن يلمسه المواطن ..؟
هل الوعود والقوانين الميسرة وحدها تجذب المستثمرين …؟
قد يقول قائل في معرض الإجابة أنه ليس من مهمة مؤتمرات كهذه أن تقدم أكثر من ذلك ..؟ إجابة لا تبطل مفعول السؤال واستمرارية طرحه… طالما الحال الذي نحن عليه قائماً، وعليه من الحق التساؤل بخصوص الواقع الاقتصادي الذي يمر بحالة ، هي بشهادة أهل الاختصاص ليست جيدة، وتلقي بظلالها على الجميع، بمعنى متى يمكن من وجهة نظر الخبراء والاقتصاديين أن نقول إننا نمضي في مرحلة التعافي ، تعافي نلمسه واقعاً في أمور حياتنا؟. وطالما نحن في مجال طرح الأفكار لتوسيع مجال الرؤية وإطلاق الحلول… أليس وارداً دعوة الخبرات الاقتصادية السورية في الداخل والخارج ، للتفكير بحلول للخروج من الحالة الراهنة ..؟
تملك سورية من الكفاءات والخبرات المشهود لها عالمياً ، وكل بمفرده يطرح عبر صفحته وجعاً ويمتلك رؤية، فلماذا لا تستقطب هذه الأفكار وتناقش بكل شفافية مشكلاتنا، وما ننفذه من خطوات في جوانب حياتنا الاقتصادية ( أسعار الصرف والفائدة والإقراض والاستيراد) وغير ذلك .
أليس من الحكمة أن نسمع النصيحة من هؤلاء ومن غيرهم ، وهي نصيحة أو رأي لا يكلفنا شيئاً ، وكانت سابقاً وفق المتداول الشعبي بجمل -إن راقت لنا يمكن الأخذ بها، وإن لم تعجبنا، رمينا بها خلف ظهرنا فلسنا بخاسرين ..
ثمة اقتصاديون كثر، وفي مجالس ضيقة وأحاديث خاصة ، أو عبر صفحات شخصية ، ومقالات، ينتقدون الكثير من القرارات التنفيذية أو التجريبية ، ويقدمون أفكاراً، فلماذا لا يستفاد منها ؟.أو لمَ لا يتم إحداث منصة تفاعلية يطرح من خلالها سؤال محدد لنرى الإجابات بشأنه؟، وما يعجبنا ويناسبنا ويمكن تطبيقه يؤخذ به، وما لا يعجبنا يكون من باب الاطلاع . ومثل هذا لا يكلف أموالاً ترهق الدولة . وفي هذه المناسبة نعرف جميعاً أن تنظيم أي مؤتمر يرتب تكاليف كبيرة …
بالعموم هذا الطرح بمجمله يمكن اعتباره من القبيل نفسه ، اي النصيحة ، إن لاقى قبولاً فهذا جيد وإن لم يلقَ ، فليرمَ في البحر ، فلا يضير البحر الواسع بضع كلمات او أفكار ، تكتب على أمواجه.