آراء متعددة في اقتناء الكتاب الجامعي

أيمن فلحوط
قواسم مشتركة عديدة تتابعونها في تفاعل عدد من الدكاترة والمهتمين بموضوع الكتاب الجامعي في التساؤل الذي حرصت «تشرين» على طرحه على مواقع التواصل الاجتماعي حول: ما الأسباب التي تجعل الطلبة برأيكم يعزفون عن شراء الكتاب الجامعي؟
الدكتورة غالية صباغ من كلية الصيدلة في جامعة حلب بيّنت أهمية الكتاب الجامعي لكونه يتضمن شرحاً لكل ما يتعلق بالمادة العلمية مع أمثلة، بينما النوط عدة صفحات تتضمن أسئلة دورات يكررها دكتور المادة، وتالياً ينجح الطلبة في ظل نظام أتمتة حوله الكثير من التساؤلات، إضافة لعدم توفيق الكثير من الأساتذة في طرح أسئلة الأتمتة فيلجؤون للتكرار.
الكتاب الجامعي رخيص والاعتماد عليه يعني حرمان الملايين لمراكز طباعة النوط المنتشرة وبكل حرقة في أروقة الكليات، أو في مراكز قريبة منها، والكتاب الجامعي يعني إلزام الطالب بدراسة كل ما يتعلق بالفكرة.
أما الذي فوجئت به قيام عدد من عمداء الكليات بالتشجيع على اقتناء النوط بدلاً من الكتاب الجامعي.
وأرجع كمال ناصر ومالك مالك السبب أن الطالب همّه النجاح ولا يكترث للعلم والبحث، ولذلك يركز على الأوراق الذهبية والنوط مهما غلا ثمنها، فلا يشتري الكتاب الأرخص مادياً، وأحياناً يكون الكتاب «أكل الدهر عليه وشرب» كما يقولون في الأمثال.
وشاطرهم الرأي الدكتور مالك عمران بعدم اهتمام الطلبة، فحين يأتي أكثر من ٦٠% من الطلاب إلى المحاضرات في كليات تطبيقية من دون دفتر أو قلم، فلماذا يشترون الكتاب الجامعي، لأنهم لو أشتروه بالإكراه لن يحملوه إلى الجامعة.
حملة ترجمة من أجل نهضتنا ولنوقف التأليف
وقال أحد الدكاترة المخضرمين وفضل عدم ذكر اسمه: إن السبب الذي جعلني لا أقوم بتأليف أي كتاب جامعي باختصاصي هو ضرورة أن يأتي الإنسان بجديد، ولم أجد باختصاصي أني قدمت أي جديد, صحيح عندي أبحاث كثيرة ولكن لا ندرِّسها لطلبة المرحلة الجامعية الأولى.
معظم الزملاء ينقلون ويترجمون ويقتطعون من هنا وهناك، ولا أحب فعل ذلك فالكتب الأجنبية واضحة، وكنت أعتمد عليها في تحضير محاضراتي وأعطيها للطلاب باللغة العربية، ولم أجعلها كتاباً لأنها لم ترق لأن تكون كتاباً, ثم من هذا الذي يؤلف كتاباً, كما يقول المثل الحلبي: “ليس كل من صفّ الصواني صار حلواني”.
وسبق لي أن اقترحت ترجمة الكتب العالمية إلى اللغة العربية ونشرها في الجامعة واعتمادها للتدريس، ولكن أحداً لم يستمع، فكل واحد يريد أن يكتب اسمه كمؤلف وليس كمترجم, لو فعلنا ذلك وترجمنا الكتب الكبرى في كل اختصاص، كنا نقلنا أحدث العلوم، والأفضل في البحث العلمي وترتيب جامعاتنا، وبالطبع بعد الحصول على موافقة الناشر الأصلي، وعندها سيباع الكتاب في كل الوطن العربي، باختصار؛ علينا قيادة حملة ترجمة من أجل نهضتنا ولنوقف التأليف.
وأشار الدكتور عبد القادر لمسألة تثير الكثير من التساؤلات حول تعامل بعض المكتبات مع الدكتور فتقوم بتصوير مقرراته ومحاضراته وبيعها لمصلحته، وقد شاركه العديد من الدكاترة في هذا المجال، ما يؤدي لعزوف الطلبة عن شراء الكتاب الجامعي.
وحمّل الدكتور يحيى خانجي المسؤولية للأستاذ الجامعي نتيجة عدم إلزام مدرّسي المقررات في الكليات باعتماد الكتاب الجامعي، وخاصة عندما لا يعود الكتاب للمحاضر ذاته، وفي حال تغير محاضري المقررات مع مرور السنوات، ولذلك ترى مديرية المطبوعات متخمة بكتب قديمة لا يقدم أحد على شرائها، إضافة لاعتماد الطلبة على تصوير الكتاب شرحاً وصوراً على موبايله الشخصي واعتباره المرجع، وهنا الأمر لا يعود للتوفير الاقتصادي فحسب ولكنه يعود لسهولة التداول.
وهناك سوء طباعة الكتاب الجامعي وعدم وضوح الصور المرافقة والتي تعدّ في بعض المقررات أهم من الشرح النظري، بالرغم من وجود مطبعة رائعة في الجامعة، ولكنها لا تستغل كما يجب, وكما أن بعض المجالس العلمية لا توافق على الصور الملونة بحجة تكلفتها العالية.
وأرجع منار بدور العزوف عن شراء الكتب للفكرة السلبية التي عمد “بعض” دكاترة الجامعة والمعيدين على تغذية عقول الطلاب بأن الكتاب يتضمن شروحات زائدة وبحوثاً غير مهمة لدراسة الطالب وأنها تشكل عبئاً عليه أثناء الدراسة، والسعي الدائم لتلميع صورة المحاضرات (التي تباع في المكتبات) على أنها شاملة وتتضمن جميع فقرات ومواضيع البحوث المقررة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار