شارات كتبها “بحر لاوديسا”
لم يكتب “بحر لاوديسا” شعر الغزل في بدايته، بل انحاز نحو التناقضات الاجتماعية التي أثارت استهجانه، رغم صغر سنه، وعلى ما يقوله في لقاءٍ معه “أنا كشاعرٍ أعتبر أن في داخلي أنثى، لذلك أكتب بإحساس الأنثى، حين أرى أي أنثى مجروحة أو تعاني ظلماً أرغب دائماً في قتل الذئب.. “. ومع هذا التناقض فيما تبدو عليه اهتمامات لاوديسا، فهي تلتقي عند الرغبة في تحدي جَورٍ ما، تماماً كما في كلماته لشارة مسلسل “مع وقف التنفيذ” للمخرج سيف الدين سبيعي، التي لحنها الموسيقي طاهر مامللي، و وزّعها رامي فقس.
تمتزج كلمات الشارة التي وُصِفت باللافتة: ” لما الدنيا تسد دروبك، لما الفقر يهري جيوبك”، مع أحداث العمل، وقوفاً على محطاتٍ مفصلية في حياة شخصياته، كانت سبباً في تغير قناعاتهم ومبادئهم، أجبرتهم على اتخاذ قراراتٍ، يصعب التهرّب منها، كما يرصد التحولات التي فرضها نزوحهم من حارتهم، وعودتهم إليها بعد زمن. ويبدو أنها أُعِدَّت بطريقةٍ مختلفة منذ البداية، فاختار القائمون عليها صوراً لوجوهٍ وأمكنةٍ، مأخوذةٍ في الشوارع والحارات الدمشقية، مرفقةٍ بكلمات الأغنية، لتصبح عملاً فنياً مستقلاً ومكتملاً بذاته، مدعوماً بأداءٍ كورالي، دونما حاجةٍ إلى شخصياتٍ وأحداثٍ مُحدَدَة، تعطيها معنىً.
هذه الشارة، وإن عُدت الأبرز لصاحبها، لكنها ليست الوحيدة له في الموسم الأخير، فإلى جانبها كتب لاوديسا شارتي مسلسل “الكندوش” و”على قيد الحب”، واختار لكلٍّ منها، ما يتناسب مع مضامين النصوص المُقدّمة، فتنوعت كلماته بين الفصحى والعامية، بسيطة ومباشرة مرات، ومُتأنية رزينة حيث يجب، وفي النتيجة حملت لنا أغنياته، نفساً أقل حدية مما نسمعه من الشاعر في مشاركاته محلياً وعربياً، منذ اختار التخلّي عن اسمه، والارتباط أبداً، بمدينته اللاذقية، وهي سببٌ أيضاً، في إيصال صوته إلى جمهورٍ أكبر، لم يسمعه في أمسية، ولم يقرأ قصائده المنشورة بأريحية في صفحاته الشخصية في «فيسبوك وتويتر»، بل عرفه عبر أعمالٍ تابعها حباً أو استهجاناً، كانت قصائده بواباتٍ لها، فاقتها أحياناً رحابةً وجمالاً.