بتاريخها العريق الغارق في قدم التاريخ تعد الوردة الشامية رمزاً نباتياً للهوية السورية إضافة إلى كونها عطر ودواء جمعت حولها أجمل الطقوس الاجتماعية لما لها من خصوصية آتية من المخزون
الثقافي والتراثي الشعبي الغني للمجتمع السوري.
هذه الوردة النادرة ذات الخصائص المختلفة تحمل رموزاً ثقافية واجتماعية للسوريين تتمثل بعادات المجتمع التراثية والمنتجات المرتبطة بها وكذلك قيم التعاون المجتمعي التي تجعلها جزءاً مهماً
من الذاكرة والهوية السورية بكل مراحل زراعتها وقطافها وتحضير منتجاتها.
مهرجان قطاف الوردة الشامية لهذا العام انطلق قبل أيام في قرية المراح عاصمة الورد الدمشقي بمحافظة ريف دمشق بحضور رسمي وشعبي مشكلاً لوحة رائعة حملت في ثناياها الكلمات والأغاني والشعر والدبكات الشعبية كتعبير جميل عن أهمية هذه الوردة الاقتصادية والجمالية والطبية .
موسم قطاف الوردة الشامية يمتد ما بين 15 أيار الى 10 حزيران من كل عام وتعد قرية المراح الواقعة في جبال القلمون بريف دمشق من أهم مناطق إنتاجها كما تنتج هذه الوردة في كثير من المناطق السورية وأصبح هناك في السنوات الأخيرة خطة عمل متكاملة للتوسع بزراعتها وإنتاجها بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية لجهة دعم المزارعين في مجال تأمين المعدات والشتول واستصلاح الأراضي وإجراء
أبحاث علمية تعنى بخواص الوردة الشامية وفوائدها.
هذه الوردة ذات اللون الزهري التي تعطر برائحتها النفاذة وعبقها أنوف السوريين وتزين الكثير من المناطق بألوانها الزاهية أضحت سفيرتنا النباتية إلى العالم
حاملة معها عطرها وجمالها وفوائدها الصحية وخاصة
بعد أن اقترن اسمها بسورية وبعد أن تم تتويجها ضمن
قائمة التراث اللامادي الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة
للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو عام 2019.
وتعود زراعة الوردة الشامية إلى آلاف السنين وانتقلت زراعتها مع الزمن إلى دول عدة بينها:بلغاريا وفرنسا وإيران وتركيا وتتميز برائحتها الفواحة ولها استخدامات متعددة منها تركيب
العطور كما يستخدم شراب ماء الورد في الشرق في صناعة الحلويات وفي تعطير المساجد إضافة إلى استخدامها في صناعة مربى الورد وشراب
الورد الشامي كما يعد إنتاج زيت الوردة الشامية
من أهم المنتجات وأغلاها ثمناً وقيمة وفائدةً.
محمد جاسم
13 المشاركات