بعد صراع على التتويج “تشرين ” تواكب أطول دوري بتاريخ الكرة السورية
إبراهيم النمر:
أسدل الستار مؤخراً على واحدة من أطول نسخ الدوري السوري الممتاز بكرة القدم، بعد صراع كبير على التتويج، وبعضها للهروب من شبح الهبوط.
الدوري انتهى بفرحة لبحارة تشرين بقيادة ربانها طارق جبان، بعد الظفر بالنجمة الخامسة في تاريخه، والثالثة توالياً، بينما تذوقت فرق: الشرطة، الحرجلة، النواعير، عفرين مرارة الهبوط.
وعرفت نسخة هذا الدوري بأنها أسوأ محطات دورينا.
عدم ثبات جدول الدوري
وقدم الموسم نفسه كأحد أكثر نسخ الدوري حصداً للتأجيلات، حيث لعبت المراحل الـ17 الأولى منه على مدى 7 أشهر كاملة، بمعدل جولتين ونصف كل شهر، وتقضي الفرق بقية الشهر، بالتمارين السلبية، من دون مباريات رسمية، وهو ما انعكس تراجعاً كبيراً في مستويات الفرق.
وقد عملت لجنة التسيير المؤقتة في اتحاد الكرة على تكثيف برنامج المباريات للانتهاء والخروج بأقل الخسائر قبل مشاركة تشرين وجبلة في الاتحاد الآسيوي، حيث عمدت إلى ضغط الدوري، بواقع 9 مباريات لكل فريق، خلال شهر واحد، وهو شهر رمضان، فانتقل اللاعبون فجأة من موسم يلعبون فيه مباراتين كل شهر، إلى لعب تسع جولات خلال حوالي 33 يوماً، ما أثر في مستوى ونتائج الفرق.
وهبط الشرطة في نهاية الموسم، ليكون والحرجلة أول فريقين يذوقان مرارة قرار هبوط 4 فرق بدل آخر فريقين، وهو التوجه الذي أقره العميد حاتم الغايب، رئيس الاتحاد الكروي السابق، وابن نادي الشرطة ومدير فريقه السابق.
قراءة سريعة
تشرين الأجهز فنياً ولوجستياً من بقية الأندية، وترافق ذلك مع وجود الداعم المالي الذي سانده في مرحلة مهمة كان أحوج ما يحتاج إلى هذه المساندة.
الوثبة كان يسير بشكل هادئ لولا القرارات التحكيمية الجائرة والمجحفة بحقه ولاسيما في مباراته مع أهلي حلب والتي توقفت وأعيدت مرة ثانية ونتيجتها لم تصب لمصلحته وهنا بدأت فصول التراجع نحو الخلف وما تبع ذلك من خسارات متوالية صبت لمصلحة مطارده تشرين الذي لم يترك الفرصة تفوته وعمل على استثمارها وكان له ما أراد.
الجيش الذي بقي ضمن المربع الذهبي من دون أي منافسة تذكر على القمة وللعام الثالث توالياً يخرج من المولد بلا حمص.
الوحدة على الرغم من استقراره المالي ونوعية اللاعبين ذوي التعاقدات العالية بقي فقط في المربع الذهبي ولم ينجح بالوصول لأكثر من ذلك وظهرت نيته واضحة ومن تحت الطاولة بمساعدة جاره الشرطة للهروب من شبح الهبوط لكن ذلك لم يتم.
وبدوره الكرامة أحد أهم الفرق العريقة في بلدنا عرف خيبة أمل كبيرة هذا الموسم، بعدما كان أبرز الفرق تحضيراً وإنفاقاً، لينجو بأعجوبة من الهبوط، بعد موسم مملوء بالمشاكل.
تغيير الاسم
شهد هذا الموسم تغيير اسم نادي الاتحاد إلى اسم أهلي حلب بقرار من المكتب التنفيذي لكن النتيجة بقيت على حالها ولم يستطع هو الآخر إثبات نفسه كأحد أهم وأفضل الفرق على المنافسة على لقب الدوري، ودخوله أجواء الدوري تأخر حتى المراحل الأخيرة ليقبع في المركز السادس ليس إلّا.
تميز
وكان موضوع الحراسة علامة فارقة بالوثبة، بعدما فرض الحارس حسين رحال نفسه نجماً للموسم، بحفاظه على نظافة شباكه طوال 13 مباراة متتالية، في رقم قياسي لافت، وبسلسلة لا هزيمة للوثبة استمرت أيضا 13 مباراة، انتهى 12 منها بالفوز.
وأوقف الأهلي سلسلة الرحال والوثبة، بعد الانتصار عليهم في حلب 3/0، بالمباراة المعادة بين الفريقين، حيث عرف اللقاء الأول بينهما أحداثاً ساخنة، واحتساب هدف غير صحيح للوثبة ومن ثم التراجع عنه، قبل إنهاء اللقاء قبل وقته الأصلي من الحكم محمد قناة.
موضة الانسحاب
وكانت “موضة” الانسحاب علامة فارقة في دورينا الموسم الحالي، حيث رفض الوحدة إكمال لقاء تشرين احتجاجاً على التحكيم، وكذلك الوثبة والاتحاد، ولحق النواعير بالوحدة وانسحب هو الآخر من لقاء حطين احتجاجاً على طاقم التحكيم، وسط تراخ في البنود الناظمة لعملية الانسحاب، ومطالبات بالتشدد بها، بدل الاكتفاء بخسارة الفريق.
تبديل الكراسي
ظهرت هذا الموسم بشكل جلي لعبة تبديل الكراسي بما يتعلق باستقالة أو إقالة مدربي الأندية، فتشرين والوثبة والطليعة من سلمت من هذا التغيير والبقية بدلت وغيرت أكثر من 4 إلى 5 مدربين والأسماء المتبادلة هي نفسها بين الفرق.
عفرين وحده لم يذق الفوز
صاحب المركز الرابع عشر والأخير ووحده لم يتذوق طعم الفوز خلال الــ26 مباراة التي خاضها وعاد حيث أتى إلى دوري المظاليم.