لصوص النهار بياقات دبلوماسية
لا ينفك مسؤولو الإدارة الأمريكية وبعض الدبلوماسيين الغربيين ، يذكروننا باللصوص وخفافيش الظلام ، وإن تنكّروا بياقات حديثة ، أو حملوا بطاقات دبلوماسية .
فقد تسلل وفد أمريكي برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش بشكل غير شرعي إلى شمال شرق سورية ، وفي حادثة مماثلة تسلل مسؤول دائرة الشؤون القنصلية والقانون المدني في وزارة الخارجية السويدية بطريقة غير مشروعة إلى الأراضي السورية.
لقد خبرنا على مدار السنوات الماضية مثل هذه السلوكيات، وبتنا على قناعة تامة بأن اللصوص ليسوا فقط أولئك الأشخاص الذين يقتحمون بيوت الناس بالعنف والإكراه بوساطة الكسر والخلع ويسطون على كل شيء خف وزنه وغلا ثمنه فحسب، بل قد يكون اللصوص من أصحاب الياقات الدبلوماسية البيضاء الذين ينتهكون سيادة الدول بذرائع واهية تخفي خلفها أهدافاً خبيثة .
لصوص النهار – كما يقولون دائماً- أخطر بكثير من لصوص الليل، ولصوص النهار أنواع وأشكال ، وما هذه الوفود التي تدخل خلسة الأراضي السورية إلّا من هؤلاء اللصوص .
إن مثل هذا السلوك المدان تحدٍّ وقحٌ وفاضحٌ للقانون الدولي وانتهاكٌ فظ للسيادة السورية، حيث دأب ممثلو بعض الدول المشاركة في الحرب على سورية على القيام بهذه الممارسات التي تشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي واعتداءً سافراً على سيادة الجمهورية العربية السورية..
إن هذا الخرق الفاضح لسيادة الجمهورية العربية السورية ينتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية.
أما بخصوص الادعاءات الرخيصة بأن هذه الزيارات تهدف لتخفيف المعاناة عن السوريين القاطنين في تلك المناطق وتخفيف تداعيات الأزمة فهي عارٌ على مدّعيها وكذب مفضوح يضاف إلى نهج النفاق الذي تروج له الإدارة الأمريكية التي تسرق النفط والغاز السوري وتفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب غير مشروعة.
إن سورية إذ تعرب عن الرفض القاطع والإدانة الشديدة لهذه الممارسات فإنها تؤكد مجدداً الإصرار والتصميم على بسط سيادة الدولة على كل أراضيها وتحريرها من الاحتلال الأجنبي التركي والأمريكي وغيره ليكون المقدمة لسقوط أدواته العميلة من الميليشيات العميلة والمجموعات الإره*ابي*ة الأخرى.
ليس هذا فحسب بل إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة مطالبان بإدانة تعاطي الدول الغربية مع المجموعات الخارجة على القانون والتي لا تنسجم ممارساتها مع القيم الإنسانية والحضارية التي يدّعي الغرب تمسكه بها .