عودة “البوابير” لكن من دون كاز.. ورمضان على الأبواب
تتفاقم أزمة الغاز المنزلي التي تسير ببطء شديد حيث يتجاوز وعد استلام الأسطوانة ثلاثة أشهر.. ومع انقطاع الكهرباء تشتد صعوبة تأمين وجبات يومية للأسرة .. ما يزيد في المشاكل الاقتصادية ويتطلب اعتماد الأسرة على المنتجات الغذائية الجاهزة كالفلافل والمسبحة واللبنة والجبن علماً أن أسعارها المرتفعة كلاً على حدة تساوي التحضير لأكلة أو طبخة قد تكفي ليومين .. وفي ظل التأخير الكبير في استلام مخصصات الغاز أكدت ” جمعية معتمدي الغاز بدمشق” تأخر تزويد معتمدي الغاز بمادة الغاز المنزلي من فرع دمشق وريفها للغاز لمدة تجاوزت العشرين يوماً و وصلت عند بعض المعتمدين إلى شهر كامل… بعد وصول الدور واستحقاقه .
وكانت تقارير لمديرية الرقابة قد أشارت إلى تمكن الضابطة العدلية في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق من ضبط سيارة محملة بـ325 أسطوانة غاز منزلي أمام محل لديه رخصة لتوزيع الغاز في مدينة الكسوة وتبين وجود 295 أسطوانة بوزن نظامي 24 كغ للأسطوانة وكمية سبع أسطوانات فارغة إضافة إلى 23 أسطوانة بأوزان زائدة من 26 إلى 30 كغ،
وتبين إحصاءات “محروقات ” أن الكميات اليومية من الغاز المنزلي التي تزود بها العاصمة وريفها تتراوح بين 14 و22 ألف أسطوانة يومياً وذلك حسب توفر الكميات.
ويعد نقص وزن جرة الغاز من أهم وأكثر المخالفات التي يتم ضبطها ويصل النقص تقريباً الى حوالي 400 غرام في كل أسطوانة ما يعني نقص 15 أسطوانة في كل 300 أسطوانة في ظل الوزن الحالي للغاز داخل الأسطوانة البالغ 8 كغ، وقد نظمت مؤخراً ثلاثة ضبوط تموينية بخصوص هذه المسألة في معمل غاز عدرا.
أضف إلى ذلك أن من يملك أسطوانات غاز الآن لا يستطيع التفريط بها وذلك مع بقاء سعرها في السوق السوداء مرتفعاً، حيث يتراوح بين 100 و150 ألفاً للأسطوانة الواحدة من الغاز المنزلي وما يحدد السعر هو الحاجة للشراء أو للبيع لدى المستهلك.علماً أنه لا يوجد حتى الآن أسطوانات جديدة وذلك أن المعمل الخاص بتصنيع هذه الأسطوانات أو إصلاحها لم يعمل بعد على الرغم من قيام محروقات بإعطاء إيصالات بيع للمستهلكين لكن المادة غير متوافرة.
ومع اقتراب شهر رمضان تحتاج الأسر الصائمة إلى كميات من الغاز لزوم إعداد وجبات الفطور والسحور ووسط تأخر توريد المادة وارتفاع أسعارها في السوق السوداء إلى حدود خيالية لمن يملك أن يدفع .أضف إلى ذلك انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة وبأوقات غير مناسبة كتوصيلها مساء بعد فترة الفطور أو في الصباح الباكر قبل تأمين الخضار والمواد المراد طهيها حيث بدأت تنتشر ظاهرة “بوابير “خاصة بالطهي كانت تستخدم قديماً قبل مئة عام وقد أعيد إحياء صناعتها محلياً بأسعار تتراوح مابين خمسين ألف ليرة سورية إلى تسعين ألف ليرة برؤوس حديدية أو نحاسية إلا أن المشكلة هي عدم توفر الكاز وحتى المازوت المطلب للعمل ..و وسط نقص قطاعات الطاقة من غاز وغيره تترقب الأسر في رمضان الفرج القريب .. فهل من مساعٍ طيبة تشكر في هذا الشهر الفضيل .