«نواطير»
في المعنى العام لكلمة «نواطير» والمتعارف عليه أنها تعني أن يقوم شخص بحراسة مؤسسة ما أو منشأة مقابل مردود مادي أو أن يقوم بخدمة بناء سكني مقابل تأمين مسكن له ولأسرته والكثير من المستلزمات الأساسية, وطبعاً كلها تقدم لهم بالمجان وهؤلاء كانوا قلة, أما اليوم فنرى أن الأغلبية العظمى من الشعب تحولوا إلى «نواطير» بالمجان يرافقه خيبة أمل, وذلك على أبواب الأفران ومواقف وسائط النقل وللهواتف الخليوية بانتظار وصول رسالة استلام مخصصاتهم من المواد الأساسية التي أصبح الحصول عليها بشق الأنفس.
فمن انتظار لرسالة تبشر باستلام أسطوانة غاز طال انتظارها لأكثر من ثلاثة أشهر إلى انتظار رسالة لاستلام كمية 50 ليتراً من المازوت كدفعة ثانية, انقضى فصل الشتاء ولم يكحل الكثيرون عيونهم برؤيتها أو شم رائحة دفئها, وليست المواد الاستهلاكية «المدعومة» بعيدة عن هذا الانتظار, أو رسالة البنزين, وغيرها الكثير من الرسائل على البطاقة «السحرية» التي صارت حياتنا كلها مرتبطة بها ومرهونة لها!, حتى يأتي انتظار آخر الشهر برغم قلة الحيلة لدفع الفواتير المترتبة علينا, من فاتورة كهرباء ربما تأتي بمبالغ كبيرة برغم أن التيار لا يزور المنازل إلا في لحظات خاطفة كلمح البصر حتى أصبحت الأخيرة من المنسيات في حياتنا, إلى فاتورة الهاتف درءاً لانقطاع خدمة الإنترنت التي باتت مع انقطاع سابقتها الكهرباء أبطأ من السلحفاة أو معدومة في كثير من الأحيان, وسط عجز الجهات المعنية بها عن تأمين بدائل طاقة توفّر تلك الخدمة التي رفعت المؤسسة أجورها على المشتركين بحجة تحسينها وزيادة جودتها.
فإلى متى سنبقى ندور في فلك الانتظارات؟ ومتى سينتهي هذا المسلسل الذي طالت حلقاته وأجزاؤه طويلاً وأصبح المواطنون ممثلين رئيسين فيه, ومقحمين به رغماً عنهم, فهل سنلمح نوراً في نهاية نفق أصبح أشد حلكة بسبب تقصير بعض الجهات في تأدية مهامها, ,نرى الفرج قريباً؟.