معرض مسقط الدولي للكتاب دورة مميزة وغنية تطرق باب العالمية

في وقت تدور فيه رحى الحرب والدمار والموت في غير مكان من هذا العالم، نشهد ما يبعث على التفاؤل وسط هذا اللهيب العالمي عبر معارض للكتب وأنشطة ثقافية متنوعة تعيد للحياة روحها وألقها، فعلى هذه الأرض كما قال الشاعر محمود درويش ما يستحق الحياة، والتطلع بأمل إلى المستقبل بعيداً عن قعقعة السلاح..
وسط اللهيب الدولي والهيجان، افتتح في العاصمة العُمانية مؤخراً معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ26 لعام 2022، وذلك بمركز عمان الدولي للمؤتمرات والمعارض والذي يستمر لغاية 5 آذار/ مارس الجاري، بمشاركة (570) دار نشر بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر عن طريق التوكيلات 145 دار نشر ليصبح الإجمالي (715) داراً من (27) دولة، كما أن عدد المشاركات الرسمية من داخل وخارج سلطنة عُمان قد بلغ (41) مشاركة، فيما بلغ عدد العناوين خلال هذه الدورة (361230) عنواناً.
المعرض شهد حضوراً رسمياً وشعبياً لافتاً، وقام وزير الثقافة والرياضة والشباب ذي يزن بن هيثم آل سعيد بجولة في أروقة المعرض وزار عدداً من الأركان والأجنحة المخصصة للمؤسسات والهيئات الرسمية، إضافة إلى دور النشر المشاركة في المعرض من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
اللافت في دورة هذا العام أنه تم تنفيذ 114 فعالية ثقافية، شاركت فيها نخبة من المثقفين والمبدعين والمتخصصين، حيث تنوعت هذه الفعاليات ما بين الأنشطة والندوات والأمسيات الثقافية، ما يعزز الهدف من الدورة الحالية لهذا المعرض هو الاهتمام ببناء الإنسان وإعداده بشكل أمثل ليكون خير سفير لبلاده في التحديات المستقبلية المختلفة، كجزء من رؤية حكومة سلطنة عُمان.
جدير بالذكر أن هذا المعرض الدولي ليس فقط من المعارض الثقافية والأدبية البارزة في دولة عُمان، بل أضخم معرض في دول الخليج، وهو يقام في كل عام في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وأول دورة لهذا ‏المعرض كانت في آذار في عام 2016. وهو يساعد على تعزيز فكرة التبادل الفكري والتوعوي ما بين مختلف الدول.
أما بخصوص الأنشطة التي يقدمها معرض مسقط الدولي للكتاب فهو ‏يسهم في تقديم مجموعة من الأنشطة التي يتم من خلالها وصول المعرض إلى العالمية، حيث تم تخصيص مجموعة من الأجنحة؛ وذلك من أجل نشر الملفات المرتبطة في المجالات المختلفة والتوجهات المتعددة (اقتصادية، اجتماعية، تربوية، سياسية، ثقافية، علمية، معرفية، أدبية، نحوية ) وغيرها. ‏
كما ركز على تقديم العديد من المؤلفات التي تساهم في تنمية القراءة والكتابة لدى جمهور الطفل، مع أهمية تنمية ‏الثقافة وحب القراءة لجمهور الأطفال والمراهقين، ‏بالإضافة إلى تخصيص بعض الأجنحة؛ من أجل تقديم الجاليات العربية والأجنبية للزوار، بحيث يتم في كل جالية تقديم موروث ثقافي أو شعبي أو عادات أو تقاليد متخصصة بهم، ‏فقد تكون عادات مرتبطة باللباس، ‏الأكل، الزواج، العلاقات الاجتماعية وغيرها.
ومن ‏سمات معرض مسقط الدولي :
– قدرته على استقطاب المؤسسات الإعلامية المتواجدة في عمان سواء كانت مؤسسات صحفية أو مؤسسات إذاعية أو مؤسسات تلفزيونية.
– قدرته على تنظيم المعرض وذلك من خلال استقطاب كادر من العلاقات العامة المتميزين في مجال إجراء العلاقات الدبلوماسية مع الشخصيات المسؤولة والرسمية.
– ‏الاستفادة من المؤسسات الإعلامية الإلكترونية والمواقع الإخبارية التي تحتل شعبية كبيرة من الجمهور الإعلامي العُماني، للترويج للمعرض.
‏- من المعارض الثقافية والأدبية التي تسهم في تعزيز عملية جمع الأفكار الثقافية والمعلومات الأدبية.
– من المعارض الربحية بسبب استئجار بعض الزوايا المخصصة.
– ‏القدرة على توفير الفرص أمام المؤسسات الإعلامية عبر تجهيز قاعات صحفية يتم من خلالها عقد الندوات والمؤتمرات الصحفية.
بكل الحالات ورغم التقدم التكنولوجي والتقني الكبير خاصة في مجال إنتاج الثقافة والنشر الإلكتروني، يظل الكتاب الرافد الأول والأكثر فاعلية في تنمية الثقافة والحفاظ على الهوية الثقافية لأي بلد، وتظل صناعة الكتب والإنتاج الفكري هي المعيار الأكثر مصداقية والأقرب لأرض الواقع لمدى توافر التنمية الثقافية، هذا ما أدركه القائمون على معرض مسقط الدولي ويسعون في كل دورة الإفادة من تجربة السنوات السابقة سواء لجهة تنويع الأنشطة أو استقطاب أكبر عدد من المشاركات عبر تقديم التسهيلات وصولاً إلى العالمية من أبوابها الواسعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار