هل يكون تدوير المخلفات العضوية بديلاً عن الأسمدة الكيميائية ؟
تشكل الأسمدة الكيميائية ضرراً كبيراً على التربة وأثرها المتبقي على الصحة العامة، فضلاً عن إنها تزيد من ملوحة التربة وتلوث البيئة مستقبلاً.
لكن في المقابل دعاة استخدامات الأسمدة الكيميائية يبررون ذلك بأنها تزيد إنتاج وحدة المساحة، غير مدركين خطورتها مع مرور الزمن وأثرها المتبقي فيما بعد على الصحة العامة، ليطرح السؤال نفسه هل من بدائل أخرى تحل مكان الأسمدة الكيميائية؟
المهندسة سلافة درويش من مديرة الإنتاج النباتي في “زراعة” طرطوس والتي أوفدتها وزارة الزراعة كما تقول إلى منطقة الغاب لإقامة دورة تدريبية على كيفية الاستفادة من مخلفات البيئة كأسمدة عضوية في وقت صارت أسعار الأسمدة الكيميائية مكلفة للمزارعين، تقول لـ”تشرين”: إنها منذ بداية عملها الهندسي الزراعي دأبت على الاهتمام والاستفسار عن كيفية تدوير المخلفات العضوية بفعل دودة الأرض والتي تسمى بالديدان السطحية وتحولها إلى مادة عضوية تخدم البيئة وتعيد للتربة حيويتها الخصبة الغنية والمفيدة للزراعات.
وتستطرد قائلة: التربة فقدت خصوبتها التدريجية وبدأت تتدهور ولا تزال تتعرض لذلك الأثر البالغ للأسمدة والمبيدات الحشرية التي تترك أثراً من المتبقي على الصحة العامة والبيئة.
لافتة إلى أن الأسمدة الكيميائية زادت في كمية الإنتاج للمحاصيل، لكنها في ذات الوقت خفضت من جودة المنتج، وقللت أيضاً من خصوبة التربة لكون الأسمدة الكيميائية تعمل على إفساد التربة فيما بعد، وصولاً إلى المياه الجوفية وكل ذلك يؤثر سلباً على الغذاء، لذلك لابدّ من اللجوء إلى طرق الزراعة العضوية بإعادة تدوير المخلفات العضوية نباتية وحيوانية وفضلات الطعام، حيث قمت بشراء دودة من أول مزرعة قابلتها ثم أنشأت مزرعة لتربية الديدان في قريتي.
منوهة بأن تجربتها أعطت ثمارها لجهة الإنتاج في وحدة المساحة وهو منتج نظيف خال من أي أثر متبقي، من خلال التركيز على الأسمدة العضوية من مخلفات الأشجار والنباتات والنفايات وهذا ما يعرف بمشروع الفيرمي كومبوست.
أحد الفلاحين الكبار في منطقة سهل الغاب الذي حضر فعاليات الدورة التي أقيمت هناك قال نعم بأن مخلفات الأشجار والحيوانات هي من أفضل استعمالات الأسمدة وأقلها تضرراً للتربة وللصحة العامة.
فهل نرى مشروع الفرمي كومبوست وقد تم انتشاره وتوسعه قريباً والإقلال من استخدامات الأسمدة الكيميائية التي تلحق ضرراً كبيراً في التربة والبيئة؟