لمجرد حظر الغرب بثّ وتوزيع محتوى “سبوتنيك” و”آر تي” على أراضيه بناء على التطورات الأخيرة في أوكرانيا؛ أيقن الكثيرون أن الغرب يريد حجب الحقائق عن مجريات الأحداث في أوكرانيا، ليتسنى له تقديم سيناريوهات ملفقة على أطباقه كوجبات إخبارية تحاكي أهدافه الرامية إلى شيطنة روسيا التي عرّته أمام الرأي العام العالمي، وكشفت مخططاته العدوانية القذرة التي تستهدف الأمن والاستقرار العالمي خدمةً لهيمنته وأطماعه في نهب مقدرات الدول وثرواتها !.
الولايات المتحدة، ومن خلال أذرعها “غوغل” و”ميتا” المشغّلة لموقعي “فيسبوك وإنستغرام”؛ حظرت قنوات “سبوتنيك” و”آر تي” وأغلقت الأخبار وخدمات البحث وتطبيقات جميع موارد الخدمة الإعلامية الروسية عن أوروبا، وهو ما عدّته روسيا “مظهراً من مظاهر الرقابة”، وهذا الفعل، بطبيعة الحال، غير مقبول، ومثله أيضاً منع شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” وصول التغريدات المرتبطة بمصادر إخبارية روسية تابعة للدولة، وإعلانها إظهار علامات على تغريدات مشاركة للمعلومات من حسابات وسائل الإعلام الروسية.
لم يتوقف الغرب بقيادة الولايات المتحدة في تماديه السافر عند هذا الحد، إذ قرر من خلال شركة “ميتا” وعلى لسان متحدثها إندي ستون رفع الحظر مؤقتاً عن نشر مواطني بعض الدول بيانات تحرّض على ممارسة العنف بحق المواطنين الروس وخصوصاً العسكريين، ما دفع النيابة العامة الروسية إلى التوجّه إلى القضاء بطلب إدراج الشركة الأمريكية على قائمة التنظيمات المتطرفة وحظر أنشطتها في روسيا.
قرار الغرب؛ حجب البثّ الإعلامي للقنوات الروسية، لم يكن هو الأول من نوعه كحظر لقنوات إعلامية، وربما لن يكون الأخير، مادام الهدف منه- كإجراء احترازي خبيث لتضليل الرأي العام العالمي- يخدم ضخ أخباره المشوّهة المجافية للحقيقة لغايات مشبوهة في نفسه لم تعد تنطلي على أحد، وهذا ما فعله الغرب نفسه خلال الأزمات والحروب التي افتعلها في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في منطقتنا العربية من فلسطين إلى العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا، كأقرب مثال على تشويه الغرب للحقائق وبثّ أكاذيبه، وعندما عرّاه إعلامنا المقاوم وفضح زيفه ونفاقه، لجأ إلى حجب قنواتنا، وإيقاف بثها لدى بعض الأقمار الصناعية بإيعاز منه، لينفث سمومه في رؤوس المتلقين، ويعطّل عقولهم عن التفكير، ويدخلهم في غفلة لا يصحون منها إلا وقد فعل على الأرض ما فعل !.
لاشك في أن العداء الغربي لروسيا، ليس جديداً ولا نتاج إفرازات الأزمة في أوكرانيا التي استغلها الغرب لشنّ حروبه متعددة الأشكال ضد روسيا، بأوجهها الإعلامية والاقتصادية والاستخباراتية والعسكرية، والتي هي انعكاس لحجم تورّط الغرب في الانغماس بالعدائية لروسيا وجميع مناهضي مشروعاته التوسعيّة العدوانية، وتشي أيضاً بمدى قذارته في اتخاذ أوكرانيا مقرّاً ومصدّراً لكل أنواع أسلحته المحظورة أصلاً، بما فيها البيولوجية والجرثومية!.