لقطات

بما أننا في شهر الاحتفالات بمناسبات تستحق الاحتفاء، كالمرأة والشعر والمسرح، فقراءة إعلانات عن برامج تلك الاحتفالات في أكثر من مدينة، وبغض النظر عن استمرار تقليدية تلك الاحتفالات، من دون أن تفكر هيئة ثقافية واحدة بأن تقترح جديداً، لكن أن يستمر بعضها بالإعلان عن تلك الاحتفالات بشكل خطأ فهذه كارثة، فالاحتفالات هي باليوم العالمي للمرأة، واليوم العالمي للشعر، واليوم العالمي للمسرح، وليس “يوم المرأة العالمي، ولا هو يوم الشعر العالمي، ولا هو أيضاً يوم المسرح العالمي”. ومن لا يعرف الفرق بينهما فليعتزل الاحتفال.!
أزعم أن ثمة قاصين وقاصات، لا يقرؤون كتاباً نقدياً واحداً عن فن القصة القصيرة، فما زلنا نقرأ أو نستمع لهم في الأماسي الأدبية في هذه الهيئة الثقافية أو تلك، ولا نجد سوى أعمال فوتوغرافية عن الواقع، وبعيد كل البعد عن النتاج الأدبي، إذ هو مجموعة أحاديث وثرثرات بين كتّابها وبين معارفهم، سواء كانوا أقارباً أم أصدقاء، جرت فنقلوها للنصوص التي يتوهمون أنها أعمال أدبية، لكنها غير ذلك طالما جاءت معدومة الخيال وبشخصيات ممجوجة ومبذولة كما هي في الواقع، والأدب ليس هذا إطلاقاً. وما دليلنا على أنهم لا يقرؤون كتاباً نقدياً، سوى عدم تطوّر كتاباتهم، التي لا تزال تراوح في واديها والتي لا تزال في منأى عن هضبة فن القصة.
ثمة أدباء يتوهمون بدور فلان أو فلانة من الذين كانوا يشرفون على صفحات أدب الشباب في بعض الصحف، رغم أن هذا المشرف أو تلك المشرفة لا يعرفان شيئاً عن اللغة وقواعدها، فلقد مضت إحداهن ذات مرة في محاضرة خاصة عن رعايتها للأدباء الشباب في الصفحة التي تشرف عليها، بتوجيه الملاحظات على ما يشوب نصوصهم، التي في مقدمتها اكتنازها بكم كبير من الأخطاء النحوية والإملائية، ما دفع أحد الحضور وهو شاعر ذو تجربة قديرة، وضليع باللغة، إلى أن يوجّه لها الملاحظة ذاتها وأن عليها أن تعتني بلغتها قبل أن توجّه بضرورة تصحيح لغة غيرها. والمشكلة أن أمثال هذه المدعية لا تزال، في صورة العارفين وأصحاب الفضل، رغم أن أوراقهم فُضحت وأثبتت الأيام أنهم بلا نتاج أدبي فكيف يمكن لهم أن يحكّموا في صلاحية أي نص للنشر في هذه الصحيفة أو تلك المجلة.!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار