المرأة الريفية نواة لتحقيق مكاسب اقتصادية وإنتاجية
لا يمكننا حصر المرأة الريفية ضمن نطاق العمل في المنزل والالتزام بمؤسّستها الأسريّة فقط، فقد اتسعت نظرة المجتمع المحلّي لدعم وتمكين المرأة الريفية إلى إسهامها في تطوير إمكاناتها البسيطة لتصبح فاعلة ومؤثرة ضمن البيئة المحيطة بها ؛ فلطالما شهدنا العديد من المبادرات من قبل نسوة في المجتمع الريفي تسعى للإقلاع بمشروعها الخاص بما يخص اهتماماتها ، وعملها اليومي من الاعتماد على مردودها الخاص في تحويل موادها البسيطة إلى سلعة يمكن الاستفادة الماديّة منها، وخاصّة في محافظة تمتلك من المقوّمات الزراعية والمهن التراثية الكثير .
نيرمين الشرع إمرأة من قاطني مدينة نوى في ريف درعا الشمالي، وخريجة معهد تجاري لم يقف حلم تأمين وظيفة حكوميّة لها أمام تحقيق ذاتها، و أبدت شغفها للعمل ضمن مشروعها الصغير في صنع منتجات المؤونة والألبان والأجبان والمواد الغذائية المجفّفة ضمن منزلها المتواضع ومن نفقتها الخاصة في تأمين المستلزمات الأساسية للتصنيع، وأضافت: إن العمل على إنجاز مشروع خاص كان حلماً بالنسبة لها استطاعت أن تحقّقه من خلال إمكانات بسيطة
وفي سؤال نيرمين عن الدعم الذي تقدمه لها دائرة المرأة الريفية قالت: إن دائرة المرأة الريفية، وبالتعاون مع مختلف المنظمات استطاعت أن تفسح مجالاً لها ضمن دورات تدريبيّة، لتطوير المشاريع الريفيّة الصغيرة وتوسعتها والعمل على دعمها وخاصّة أن هذه المنتجات المحليّة باتت مرغوبة ومطلوبة حتى من المغتربين خارج القطر.
وفي التوجّه لدائرة المرأة الريفيّة بيّنت المهندسة أسماء المصري معاون مدير الدائرة ل”تشرين” مدى أهمية العمل على تطوير مشروع دعم المرأة الريفيّة، من خلال زيادة عدد وحدات التصنيع المنتشرة في الأرياف ؛حيث يتواجد وحدة تصنيع غذائي في نامر ، ووحدة في نوى تحتاج للمزيد من التجهيزات الضروريّة لإقلاعها ويجري العمل وبالتعاون مع المجتمع المحلّي على افتتاح وحدة تصنيع ريفيّة في خبب وبالتعاون مع منظمة الفاو يتم التحضير لاستثمار غنى الريف الغربي الزراعي بتجهيز وحدة لتصنيع الرمان ومشتقات القمح فيه.
وعن الدعم المقدّم للفئات الريفيّة النشطة أوضحت المصري أنّ الجهات المعنية تؤمن دورات تدريبيّة للمساهمين ضمن المجتمع الريفي ،لزيادة خصوبة أفكارهم وإنتاجهم ضمن البيئة الريفيّة.
واختتمت الحديث بالتنويه لضرورة تأمين أبسط مستلزمات إقلاع هذه المشاريع من المحروقات، والكهرباء، ومولدات للطاقة والآلات الضروريّة.
إنّ الكثير من فئة النساء تحديداً تسعين لتطوير ذواتهنّ والإسهام ضمن قدراتهن المتاحة في تحويل المواد المنتجة محليّاً ومنزلياً إلى سلعة يمكن الاستفادة منها وتحقيق الأرباح يضاعف الحاجة لدعم ورعاية من قبل الجهات المعنية بتطوير هذه القدرات.