مهما حاول الغرب أن يواري الحقيقة فلن يستطيع إخفاءها، وإن استخدم كل أنواع التضليل والخداع، فذلك إلى حين؛ يقصر أو يمتد تبعاً لقرب أو بعد الباحثين عنها ومدى شغفهم في الوصول إليها وإظهارها على نحو جلي، رغم المعوقات التي تحول دونها لأسباب معروفة يقف وراءها من لا يريد تجليها لدوافعه المشبوهة.
لو دققنا فيما جرى في سورية خلال ما يزيد على عقد من الزمن، فإن مؤامرة الغرب تتضح جليةً، ولمن لا يعرف أو يدّعي عدم معرفته، فإن هذه الحقيقة ظهرت مع ظهور المعالم الأولى للأزمة التي افتعلها الغرب بقيادة الولايات المتحدة ليسوّغ لنفسه تدخله السافر في شؤونها الداخلية عبر تنظيمات إرهابية شنّت حربه بالوكالة بعد أن مدّها بشتى أنواع الدعم، فسفكت دماء الأبرياء، ودمّرت البنى التحتية من مدارس ومشافٍ ومصانع وصوامع.. إلخ، وسرقت المعامل ومحاصيل القمح، وحرقت ما تبقى منها ونهبت الموارد وعاثت فساداً في البلاد بتوجيه وتخطيط من مخابرات الغرب، ممهدة الطريق أمام تدخله المباشر لتنفيذ مخططه الخبيث بزعم “مكافحة” التنظيمات الإرهابية التي رعاها ودربها واستثمرها خدمةً لأجنداته، وفي الوقت ذاته قام بتجييش إعلامي لمصلحته وما زال لتضليل الرأي العام تحقيقاً لأهدافه القذرة!
هذه الحقائق المتجلية، سعى الغرب بكامل طاقته لإخفائها عن مرأى ومسمع الرأي العام بالتضليل والخداع واختلاق الأكاذيب وتلفيق المسرحيات الهزلية بالتشارك مع التنظيمات الإرهابية لغاياته الخسيسة، فانطلى الأمر على البعض وقتاً من الزمن ريثما اتضحت له الرؤية، بينما لم تغب عن أصحاب البصر والبصيرة رغم كبر حجم الخداع الغربي.
كل ما جرى ويجري في سورية من أزمات ومؤامرات هو ضمن الخطة الأمريكية التي صرّح بها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وقسمها إلى “أ” و”ب” وفي حال فشلت الأولى أمام الصمود السوري، تتبعها “ب” التي يندرج في سياقها إرهاب أمريكا الاقتصادي، عبر ما سمّي “قانون قيصر” وما تبعه من إجراءات قسرية أحادية حرمت أمريكا عبرها الشعب السوري من أبسط متطلبات الحياة في الغذاء والدواء بهدف تنفيذ مخططاتها الخبيثة المرسومة!
ومع تجلّي الحقائق؛ اتسعت دائرة الاستنكار والرفض من قلب الغرب للإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب على سورية لما تشكله هذه الإجراءات من خرق فاضح للقانون الدولي وانتهاك لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة بسبب ما تلحقه من أضرار جسيمة مباشرة بسورية وشعبها، فهل تحترم أمريكا وحلفاؤها ميثاق الأمم المتحدة، ويكفّون عن ممارساتهم الإجرامية بحق الدول والشعوب حتى يعمّ العالمَ السلام والأمن؟.
وضاح عيسى
4359 المشاركات