دعم الدواجن!
ما يحصل في قطاع الدواجن هذه الأيام من إحجام وخروج عدد من المربين أمر خطير جداً ليس على آلاف الأسر التي يعمل معيلوها في هذا القطاع المهدد بالانهيار، وإنما علينا أيضاً كمستهلكين بفقدان مادتي البيض واللحوم بسبب الغلاء الكبير في أسعارها حالياً والمتوقع زيادته في الفترة القريبة القادمة..
انهيار قطاع الدواجن له أسباب عديدة أهمها ارتفاع سعر المواد العلفية والأدوية البيطرية وفقدان المحروقات المستعملة في تدفئة الدواجن ولاسيما في فصل الشتاء واضطرار المربين إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة ناهيك بتكاليف النقل للمواد الأولية ولمخرجات الإنتاج التي ارتفعت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية لأسباب يعلمها الجميع.
يضاف إلى المشكلات التي تواجه المربين عدم وجود استهلاك قادر على ملاقاة عرض المنتجات بسبب غلاء الأسعار مقارنة بدخول المواطنين الذين اتجهوا إلى الاستهلاك بالحد الأدنى من مادتي البيض واللحوم واعتبارها نوعاً من الرفاهية في حال زاد شيء من دخول ذوي الدخل المحدود عن الاحتياجات الأخرى حسب سلم الأولويات الذي تتم “هندسته” شهرياً للتكيف مع الارتفاع المستمر في الأسعار..
حلول كثيرة تعهدت بها الجهات المعنية لإسعاف القطاع كقيام المؤسسة العامة للأعلاف في آب الماضي بزيادة العلف من الشعير والذرة الصفراء والكسبة، والتي بينت أن الهدف من ذلك خلق حالة من استقرار أسعار المادة العلفية، ودعم مربي الثروة الحيوانية، لكن النتائج لم تنعكس إيجاباً على المربين ولا على المستهلكين بسبب عدم كفاية هذا المقنن وارتفاع أسعار بقية مستلزمات وخدمات الإنتاج، ما دفع الكثير من المربين لتقليل حجم قطعانهم أو الخروج من القطاع بشكل نهائي..
لذلك ومع هذا الوضع الخطير الذي وصلنا إليه فنحن بحاجة إلى التحرك على مستويين الأول إسعافي يتمثل في دعم الأعلاف المخصصة للدواجن وتأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار معقولة، والثاني إستراتيجي للعودة بالدواجن إلى مكانتها الذي كانت فيها قبل الحرب على بلدنا، من خلال تشجيع الاستثمار في صناعة وزراعة المواد العلفية والأدوية البيطرية مهما كانت التكاليف والعقبات والبحث بأساليب علمية عن البدائل الممكنة لما هو مستورد، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيفقدنا قطاعاً مهماً في أمننا الاقتصادي والغذائي..