إلى متى؟
وحده مشهد الحشود التي تنتظر أي وسيلة نقل بدءاً من موقف مزة جبل- الشيخ سعد- المواساة- البرامكة، يلخص واقع المواصلات المتردي الذي لم يشهد أدنى تحسن يذكر.. فالمشهد هو ذاته في مختلف المناطق، ازدحام وتدافع ووجوه أعياها الانتظار والتعب، تستجدي أي وسيلة نقل للحصول على موطئ قدم تقلهم إلى وجهتهم، حتى أصبح هذا الانتظار عادة بل جزءاً من حياتنا اليومية، وإن حدث أن حظيت بمقعد من دون تدافش تهمس في سرك الشكر لله لقد مرّ اليوم بسلام.. أما الذريعة لدى أصحاب “المكاري” فهي عدم حصولهم على مخصصاتهم من المازوت..!
مشكلة المواصلات أزمة قديمة- جديدة لم تتجاوز بوادر الحل حدود الوعود والتسويف.. كأن نسمع عن العمل للتعاقد لتوريد مئات الباصات التي قد تسهم بحل هذه الأزمة، أو رفع «التسعيرة» التي قد تسهم بالحل، ولكن في حقيقة الأمر لم تشهد تحركاً ملموساً للحل.. بل لم يخترق المشهد سوى محاولات فردية من أصحاب بعض التكاسي لتحويلها إلى تكسي –سرفيس، أي لنقل عدد من الركاب بأجرة لا تقل عن ألفي ليرة للراكب الواحد، أو وجود بعض الدراجات للطلبات الفردية.
ليبقى المواطن على حاله يتحمل كل الظروف ويدفع فاتورة التأخير في إنجاز المشاريع العالقة منذ عقود، وحده من يدفع ضريبة ارتفاع أسعار القطع التبديلية أو المحروقات وو.. إلخ، ببساطة ؛ وحده المواطن الذي يتحمل كل شيء بما فيها فشل بعض السياسات السابقة لتطوير قطاع المواصلات من خلال تنفيذ مشاريع عمرها عقود.
نعم مشكلة المواصلات أزمة متجذرة، ومعاناة حتى حدود المهانة اليومية، فهل تعيد الجهات المعنية النظر بسياساتها، فما المانع أن تعمل على إشراك القطاع الخاص بشكل أكبر، والأهم مراقبة حركة المرور ومدى الالتزام بالخطوط وتطبيق العقوبات للمخالفين؟