بالمصادفة
عدنا والعود ليس بأحمد بعد أن هاتفني جاري أبو أسعد (النقاق) بعد قطيعة إثر خلاف بيننا على أن كل ما نكتبه -من وجهة نظره- (حكي بلا طعمة) ولا يؤخذ كلامنا على محمل المتابعة من الجهات المعنية، وبالعربي ما (حدا قابضنا).. واستغربت لهجته، ذلك أنه بالعادة يقول لي (حكي جرايد) إلى أن استدركت لاحقاً أنه لطالما عاتبني لعدم صدور الصحيفة ورقياً، لذلك يعدّ أن الإصدار الإلكتروني بلا طعم ولا لون لكونه أمياً إلكترونياً.
وقال لي: (كنا نصطف طوابير مع الأموات والمسافرين المهاجرين لنحصل على الرز والسكر والمحروقات، والأنكى من ذلك كانوا مدعومين أكثر منا ويزاحموننا على دعمنا)
وكل ذلك تم اكتشافه بالمصادفة وليس بشطارة المعنيين وطرق مكافحة الفساد التي يعلنون عنها من حين لآخر أو برقابة مسبقة والقصة وما فيها أن الحاجة ونقص الموارد دفعا بالمعنيين لغربلة المدعومين وفق غرابيل بعيون وفتحات أوسع ليكتشف المعنيون بالمصادفة حوالي مئة ألف شخص متوفي على قوائم الدعم بالمواد المقننة وكذلك وجود هياكل سيارات عظمية مركونة في الشوارع والحواري تتلقى دعماً بالمازوت والبنزين شكلت مخصصاتها على مدار سنوات سوقاً سوداء بينما المواطن يعاني الأمرّين (حصار غربي ظالم جائر) وإجراءات معنيين قاصرة تنقل المواطن من «تحت الدلف لتحت المزراب».
وتابع جاري : نتمنى أن تساهم غربلة المدعومين بعد استبعاد الأموات وهياكل السيارات والبعض من الميسورين إلى تقليص المدة الزمنية في الحصول على المواد المقننة بعد تقليص واستبعاد طوابير منها وبما ينعكس إيجاباً على تحسين الواقع المأساوي للمواطنين بحيث يصبحون مدعومين قولاً وفعلاً.
لا أخفيكم سراً أن جاري يفاجئني دوماً بأفكاره الصميدعية الارتوازية العميقة وأرى أنه محق فيما يقول.