بين الماضي البسيط والمستمر!
لقي تقرير صحفي نشر في صحيفة “تشرين” الأسبوع الماضي حول سلسلة إيمار التي أقرت كمنهج دراسي لمادة اللغة الإنكليزية تفاعلاً كبيراً على صفحات التواصل الاجتماعي، أجمعت أغلبية الآراء على أنها “منهاج ضخم” وتحتاج جهوداً جبارة من الأهالي والمدرسين لإيصالها للطلاب..
وبغض النظر عن أن هذه السلسلة التي أصدرها المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية في وزارة التربية للعام الدراسي2021-2022م، والموجهة للطلاب من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي بفرعيه الأدبي والعلمي، ما زالت في بداياتها ومن المبكر الحكم على فعاليتها وتقييمها، بالرغم من إبداء الجهات المعنية استعدادها لتلافي بعض الأخطاء وتعديل بعض مكوناتها إن لزم الأمر، إلا أن ردود الفعل من الأهالي ليست مستغربة، وذلك لأننا اعتدنا خلال العقود الماضية على نمط محدد في تدريس اللغة الإنكليزية، يعتمد التركيز على قواعد اللغة وإهمال أو عدم الاهتمام بالضروريات الأخرى كتجميع المفردات والقراءة والمحادثة..
وأغلبيتنا يذكر معاناته أثناء دراسة هذه المادة في التعامل مع الأزمنة الأمر الذي سبب لنا عقدة اللغة والخوف منها، إلا أن الكثير من الاختصاصيين والدارسين في الخارج يؤكدون أن طريقة تدريس اللغة الإنكليزية لم تكن صحيحة في معظم الأحيان لأن قواعدها أصبحت مختلفة حتى بين البلدان الناطقة لها، فمثلاً هناك الإنكليزية البريطانية والأمريكية والهندية وغيرها الكثير، حيث أصبح البحث عن قدرة هذه اللغة في تأمين متطلبات سوق العمل وخدمة المتعاملين لها بغض النظر عن قواعدها الناظمة “رغم أهميتها”…
يقول أحد الأشخاص ممن أتموا دراساتهم العليا باللغة الإنكليزية أنه واجه صعوبة في بداية دراسته حتى التقى بأحد المشرفين الذي قال له أنتم السوريون لديكم عقدة القواعد في اللغة الإنكليزية تركزون عليها وتغفلون ما تبقى من أساسيات، اكتب وتحدث وسنفهم ماذا تريد في البداية وبعد أن تجمع المفردات وتتم دراستك ستكتسب مهارات القواعد في الكتابة والمحادثة بشكل تلقائي بناءً على تفاعلك مع زملائك ومشرفيك…
ونحن هنا لا ندافع عن إيمار لكن نقول بضرورة إفساح المجال أمامها كتجربة جديدة تحتاج المراقبة والتقييم والتعديل وتلافي الأخطاء لا أن نحكم عليها بناء على تجاربنا السابقة، التي نتج عنها أننا خرجنا من المرحلة الجامعية ونحن نخاف أثناء ممارسة اللغة الإنكليزية أن نخطئ بين الماضي البسيط والمستمر وغيرها..