المحامي العام الأوّل في دمشق لـ”تشرين”: معدلات الجريمة زادت.. والإحصائيات غير متوافرة بدقة حالياً
طفل يتحرّش بشقيقته، وعندما تقاوم يقدم على قتلها وحرقها، ويحاول إخفاء جريمته.. سارق يقدم على فعل السرقة، ويدعمه بالقتل قاصداً متعمداً.. زوج يقتل زوجته وبعدها يسوق القصص ليسوّغ فعلته.. زوجة تقتل زوجها وتفتعل عدة روايات لتسوّغ فعلتها.
ثمة جرائم كثيرة، تعددت أساليبها في الآونة الأخيرة، ورغم أن الجرائم موجودة في كل المجتمعات، لكن ازديادها راهناً لاشك في أنه أحد مفرزات الحرب الإرهابية والضغوط الاقتصادية التي نعيشها وأدت إلى انحراف البعض سلوكياً، مع ذلك عند كل جريمة لابد من التوقف وطرح الكثير من التساؤلات، ولاسيما أن الكثير من الجرائم كان الجاني فيها من ذوي الضحية.. لماذا زادت معدلات الجريمة وكأنها حدث طبيعي في سياق الأحداث؟ ولماذا بتنا نسمع عنها سريعاً، وتحدث أثراً كبيراً في المجتمع، إذ يستمر الحديث عنها أياماً؟
المحامي العام الأول في دمشق، أديب المهايني، تحدث لـ«تشرين» قائلاً: أهم أسباب زيادة معدلات الجريمة حالياً يعود إلى الحرب على سورية وتردي الأوضاع الاقتصادية نتيجة الحصار الجائر على بلدنا، وأيضاً الحالة النفسية الصعبة التي يمرّ بها المواطنون في ظل هذه الظروف الاستثنائية ما أدى إلى سرعة الانفعالات وردات الفعل غير المدروسة.
الحديث عن ازدياد الأفعال الجرمية حالياً ووصفه بالتفشّي هو في غير محله، لأنه لا توجد زيادات كبيرة في الجرائم العادية، إذا استثنينا الجرائم الإرهابية التي طرأت على البلد نتيجة ظروف الحرب، لكن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتسليط الضوء على سلبيات المجتمع من خلالها هو ما جعل الأفراد على علم فوري بكل ما يحصل من جرائم، وهو أمر لم يكن موجوداً بهذه الكثافة قبل الحرب، حسب المهايني، الذي أضاف: هذا الأمر يحمل إيجابيات إضافة إلى وجود سلبيات أيضاً تتمثل في التهويل ونشر معلومات مغلوطة من دون الرجوع إلى مصادر موثوقة أو التأكد من صحة الخبر قبل نشره، وهو أمر نواجهه كثيراً.
ولفت المهايني إلى أن الإحصائيات بشأن الجرائم غير متوافرة بدقة حالياً، لكن يمكن القول إن معدلات الجريمة زادت لكن بمعدل قليل عما قبل الأزمة.