في المسار السليم

بالطبع ما أعلنت عنه وزارة التنمية الإدارية عن إضافات جديدة في المسابقة المركزية، التي تعدّ الأضخم في تاريخ التوظيف : كأن يسمح للمتقدم باختيار رغبات ثلاث في قطاعات مختلفة، كأنه اشترك في ثلاث مسابقات دفعة واحدة، ناهيك بالاختبارات المؤتمتة بعيداً عن أي تدخل بشري، فهذا له معنى ومؤشرات عديدة وهي بداية الإصلاح الإداري الفعلي من خلال الاعتماد على الشباب الأكفأ والمؤهل العلمي المطلوب، وهذا ما لم يعتد عليه من قبل المتسابقين للحصول على موطئ قدم في الجهات العامة التي كان تشوبها الواسطات والمحسوبيات !.
إذاً، مسابقة مركزية بحجم مئة ألف فرصة عمل، تأتي بمنزلة بريق أمل للشباب الذي يعيش في صراع داخلي إما البقاء في الوطن وتحمّل المزيد من قسوة العيش على أمل تحسّن الظروف، أو الهجرة للبحث عن الفرصة البديلة بسبب الظروف الصعبة على جبهات الحياة لتأمين ما تحتاجه على وجه البسيطة، وخاصة شريحة الشباب التي كبرت مع سنوات الحرب وذاقت المرارة إلى حدّ يطلق عليه البعض .. اسم جيل الشباب «الهرم» الذي لم يحيا سنوات عمره كما ينبغي!.
في حقيقة الأمر الآمال معلّقة على هذه المسابقة التي قد تنقذ الشباب من الضياع أو الهجرة، أو حتى التفكير بالاتجاه لمستنقع الفساد رغم أن الدخل المحدود يحتاج لاصلاح ، لكن يبقى الأمل بغدٍ أفضل، «شريطة تنفيذ التعاقد والتوظيف بناءً على المؤهلات العلمية والكفاءات بعيداً عن المحاباة ، ففي حال نفذت «التنمية الإدارية» هذا المشروع قولاً وفعلاً بنزاهة وفق الشروط فهذا يعني نقطة مضيئة في تاريخها وإنجازاً سيحسب لها، وستعيد الثقة للشباب أولاً، ناهيك بأنه مؤشر حقيقي على إطلاق مشروع الإصلاح الإداري من خلال الاعتماد على مؤهلات هؤلاء الشباب الذي عليه وحده تقع مسؤولية بناء البلد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار