بين الأصلي والمزوّر
تكتظ أسواقنا بالأنواع الرديئة والمزوّرة لمختلف البضائع والمواد الغذائية والصحية حتى وصلنا إلى استغراب وجود بعض المواد الأصلية، وذلك في ظل غياب الرقابة الفعالة التي يقتصر عملها على بعض «الكبسات» الإعلامية بين الفينة والأخرى لتذكّرنا بوجودها….
فمن يرغب اليوم في شراء معجون أسنان أو حلاقة أو عبوة شامبو فعليه أن يتفحصها ويجربها حتى يتأكد من أنها ليست مزوّرة وهذا يتطلب خبرة كبيرة ورحلة بحث شاقة للوصول إلى البضائع الأصلية، التي أصبحت عملة نادرة غالية الثمن مقارنة بالمزوّرة.
البضائع المزوّرة موجودة في أسواقنا منذ سنوات طويلة ولكن وجودها كان يقتصر على «البسطات» في الأسواق الشعبية، والأمر المخيف اليوم أنها أصبحت موجودة في أغلب المحلات والمراكز التجارية وحتى بعض الصيدليات، وهي تطابق في الشكل والتغليف البضائع الأصلية ولا يمكن تفريقها عنها بسهولة، ومعظم هذه المواد تأتي من مناطق شمال العراق حيث توجد منشآت متخصصة في تزوير الماركات العالمية ولا سيما معاجين الأسنان ومواد التجميل والمشروبات الغازية التي أصبحنا نراها بكثرة في أسواقنا هذه الأيام؟
والسؤال المطروح : كيف دخلت هذه المواد إلى أسواقنا وبكميات كبيرة جداً ؟، ولماذا لا تقوم دوريات حماية المستهلك بضبط إلا كميات قليلة برغم وجود هذه المواد في أماكن ظاهرة من بقالياتنا ومراكزنا التجارية؟.
من المعروف أن “العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من الأسواق النقدية”، وكذلك الأمر بالنسبة للبضائع الرديئة في حالات الأزمات الاقتصادية عندما يصبح همّ المستهلك الأول هو السعر بغض النظر عن الجودة لدى اختياره لما يستهلك، لكن عندما يصل الأمر إلى المواد الغذائية والصحية، فهذا خطر كبير لا بد من التصدي له والتعاون بين جميع الجهات المعنية لمكافحته والتصدي لمروجيه، لما لذلك من آثار كارثية على الصحة العامة، كما يجب أن تقوم الجهات الصحية والجمعيات الأهلية بالتوعية لمخاطر هذه المواد، وتعليم المستهلكين كيفية التمييز بين البضائع الأصلية والمزوّرة.