« تعا ولا تجي»
حددت أمس المؤسسة العامة للأعلاف سعر الطن الواحد من مادة الذرة الصفراء المحلية المجففة /دوكمة / شراء موسم 2021 تسليم مراكز ومستودعات مؤسسة الأعلاف بكل المحافظات بمبلغ 1050000 مليون وخمسين ألف ليرة سورية بالإضافة لتقديم دعم مقداره 100 ألف ليرة سورية للطن الواحد من الذرة الصفراء المسلمة للمؤسسة، ليصبح سعر الطن الواحد 1150000 ليرة، وذلك وفق الشروط والتعليمات المعتمدة من قبل المؤسسة الخاصة باستلام المادة.
أما سعر كيلو الذرة الخضراء بقشرها في صالات السورية للتجارة فيصل إلى 1400 ليرة، ولنفرض أن الوسطاء والتجار أخذوا 500 – 700 ليرة كعمولة حتى أوصلوها إلى المستهلك النهائي، أي إن الفلاح باعها خضراء بقشورها ولم ينتظر حتى تجف، ولم يقم بتقشيرها أو« تفريطها» بسعر يتراوح ما بين 700 إلى 900 ليرة بالجملة، وبالتالي فمن المجدي أكثر له أن يبيعها خضراء ويحصل على ثمنها الآن من أن يتكبد عناء التجفيف والتقشير والتفريط لأخذ 1150 ليرة سعر الكيلو بعد أن تفقد الذرة نصف وزنها مقارنة بالذرة الخضراء.
وزارة الزراعة تطلق يومياً تصريحات دعم الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية والزراعات والصناعات العلفية للعودة إلى الاكتفاء الذاتي والحد من الارتفاع الهائل في أسعار المنتجات الزراعية بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة والنقل، فهل تحديد أسعار الشراء لبعض المحاصيل بأقل من سعر السوق وأحياناً أقل من التكلفة سيشجع على الزارعة وسيحقق هدف ضبط الأسعار أو تخفيضها؟
لا ندري المعادلة التي اعتمدت عليها مؤسسة الأعلاف في تحديد سعر الطن، وهل سيشجع ذلك السعر الفلاحين على بيع محصولهم هذا العام للمؤسسة والتوسع في زراعة الذرة في الموسم القادم حتى «يتنعموا» بالدعم الذي تقدمه لهم المؤسسة، وهل سيؤدي إلى توفير الأعلاف بالأسعار المدعومة لمربي الثروة الحيوانية ما يؤدي إلى تأمين المواد الغذائية بأسعار مقبولة للمواطنين الذين باتوا يشهدون تغيرات أسبوعية في أسعار الحليب ومشتقاته والبيض واللحوم بحجة الارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف……..
فإذا كانت التسعيرة الجديدة تحقق الأهداف المعلنة من قبل وزارة الزراعة في دعم الفلاحين والمربين فهذا أمر تشكر عليه مؤسسة الأعلاف، أما إذا لم تحقق التسعيرة متطلبات مزارعي الذرة ولم تغرِهم ببيع محصولهم للمؤسسة فعليها القيام بدراسة حقيقية لواقع السوق وتكاليف الزارعة والنقل لا أن تضع تسعيرة على مبدأ « تعا ولا تجي» !