طلبة المعهد الصحي في دمشق يرثون واقعهم.. و”الصحة” كالعادة لا تجيب على أسئلة الصحافة !
تزداد معاناة الطلبة الذين يدرسون بالمعهد الصحي في دمشق يوماً بعد يوم نتيجة للإهمال الكبير للمتطلبات الأساسية التي تنقصه منذ سنوات طويلة وعلى رأسها حاجة مبناه الذي تجاوز عمره الأربعين عاماً إلى الترميم بشكل كامل، والنقص الكبير في الكادر التدريسي وعدم صلاحية المواد والأدوات التي يتدرب عليها الطلبة ضمن المخابر، هذا ناهيك بواقع النظافة المزري داخله.
«تشرين» جالت في المعهد والتقت عدداً من الطلبة الذين تحدثوا لنا عن الصعوبات والمعوقات التي يعانون منها خلال دراستهم في المعهد، (الطالبة تهاني) تدرس في المعهد الصحي تقول: أكثر شيء يؤرقنا في هذا المعهد هو قلة النظافة، فبالرغم من مخاطر فيروس كورونا المحدق نفتقر إلى نظافة المعهد لعدم وجود مستخدمين فيه، علماً أننا قمنا أكثر من مرة بعمل تطوعي لتنظيف المعهد إلا أن الأوساخ تتراكم يوماً بعد يوم فهو يحتاج إلى تنظيف يومي وهذه ليست مسؤوليتنا كطلاب قادمين من أماكن بعيدة كي ندرس.
أما (الطالبة فاطمة) فقالت: إضافة إلى هذه المشكلات هناك مشكلات أخرى منها نقص في الكادر التدريسي وأهمها مادة الأشعة، الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الطلاب إضافة إلى توقف الرحلات العلمية.
بينما تحدث طالب آخر عن نقص وقدم الأدوات الموجودة في المخابر ووجود مواد منتهية الصلاحية يتم تدريب الطلاب من خلالها، إضافة إلى ذلك عدم وجود مياه للشرب في حرم المعهد وخروج الحمامات نهائياً من الخدمة، والقاعات الدراسية بحاجة إلى صيانة للأسقف، ومعالجة مشكلة تسرب المياه على المقاعد.
ومن خلال جولتنا في المعهد لاحظنا أن الأسقف المستعارة بحاجة إلى تبديل كامل لأنها تكاد تسقط فوق رؤوس الطلاب والمقاعد، والطاولات في القسم النظري بحاجة أيضاً إلى إصلاح بسبب وضعها السيئ جداً، ومن خلال دردشة مع المعنيين بالمعهد والطلبة لمسنا أن المنهاج يحتاج إلى تعديل مع الإصرار على الكتاب الجامعي كمرجع موحد، حيث إن أغلب الكتب عبارة عن (نوتات) يدرس منها الطلاب، كما يتمنى الطلبة إعادة الالتزام لهذا المعهد فالطالب يكلف الدولة الشيء الكثير، فلماذا لا نستفيد من قدراته في المشافي العامة.
من جهته أمين المعهد الصحي علي عبد الحميد لم ينكر وجود هذه المشكلات، حيث أكد عدم وجود مواد في المخبر وهناك نقص في الكادر التدريسي، مبيناً أنه تمت مخاطبة وزارة الصحة أكثر من مرة ليكون الجواب بأنها معاناة المعاهد كلها وليس المعهد الصحي فقط، مضيفاً: نحن بحاجة لإعادة تأهيل المعهد، مشيراً في معرض حديثه إلى أن جائحة “كورونا” زادت الطين بلة فقد توقفت زيارتنا للمشافي، وعلى سبيل المثال طلاب قسم التخدير بحاجة لتدريب مستمر ولا يوجد أي مشفى يستقبل الطلاب، حيث تكون حجة الوزارة أن العمليات الباردة متوقفة في المشافي ولا يمكن استقبال أي طالب بسبب الجائحة وهو تبرير غير منطقي لأن المخدّر يجب أن يؤهل من خلال الزيارات العملية للمشافي، فاعتمادنا في العمليات على قسم التخدير ويوجد نقص بعدد أطباء تخدير وفي حالة هذا النقص علينا سد النقص عن طريق الفني الذي يتخرج في المعهد الصحي، لكن للأسف يتخرج بخبرة نظرية ومن دون تطبيق عملي، كما نعاني تعطل مقسم الهاتف في المعهد منذ عدة سنوات.
وعن توقف الرحلات العلمية قال أمين المعهد: نظراً لعدم توفر وسائل النقل تم تجميد الرحلات العلمية التي كنا نقوم بها إلى المنشآت الصناعية والمعامل وهذه السنة الثانية على التوالي التي تتوقف فيها الرحلات العلمية وليس لدينا بدائل سوى المواد النظرية.
وكانت هناك شكوى من طلاب خريجين لم يحصلوا على شهاداتهم حتى الآن ورداً على شكواهم أجابت رئيسة دائرة الامتحانات في المعهد الصحي دالين يوسف فقالت: الشهادات الآن جاهزة للعام الدراسي 2020-2021 فصل أول وبإمكان الطلاب استلامها، مضيفة: لدينا مشكلة بنقص الموظفين في دائرة الامتحانات، لدينا مثلاً اعتراضات وإصدار شهادات تخرج ولكن ليس لدينا موظفون وفي هذه الحالة نحتاج إلى موظف لدراسة الاعتراضات وآخر لإصدار شهادات التخرج.
وعن المدة المتوقعة لحصول الطالب على شهادة التخرج بينت يوسف أنها تحتاج إلى ثلاثة أشهر كحد أقصى.
وللوقوف على مشكلات المعهد الصحي حاولنا التواصل مع المعنيين في وزارة الصحة وقمنا بتقديم طلب للمكتب الصحفي منذ تاريخ 30/9/2021 وحتى تاريخ إعداد هذه المادة الصحفية لم يصلنا الرد.
ت: عبد الرحمن صقر