تنمية المهارات الاجتماعية عند الطلاب تحميهم من الاضطرابات النفسية!
يكتسب التلاميذ في مرحلة مبكرة المهارات والمواهب التي تساعدهم على التعامل مع من حولهم، وتمييز الصحيح من الخاطيء، كما تجعلهم معتمدين على أنفسهم في كل المجالات الحياتية وواثقين من أفعالهم، فينشؤون اجتماعيين متعاونين وناضجين يستطيعون التعامل مع الآخرين لحل المشكلات التي يواجهونها من دون الاستعانة بأحد.
وتعد تنمية مهارات الطفل الاجتماعية في عمر مبكر من الأمور المهمة التي يواجهها الأهل مع أطفالهم، فصقل الشخصية ودمجها في المجتمع بالأساليب الصحيحة يعدّ من الضروريات التي تنعكس إيجاباً أو سلباً على شخصيته.
تقول رجاء حامد (معلم صف): إن تنمية المهارات الاجتماعية للطالب في مرحلة مبكرة تساعده أن يكون متفاعلاً مع المحيطين به ويدعم ثقته بنفسه، وتشير إلى أن تنمية المهارات الاجتماعية تلعب دوراً مهمّاً في مساعدة الطلاب على تكوين صداقات، كما أنها تقيهم من السلوك السلبي، وتجعلهم أكثر نضجاً وقدرة في التعامل مع المشاكل الاجتماعية.
د. عائشة ناصر (كلية التربية – جامعة دمشق) بيّنت أن لتنمية المهارات الاجتماعية أهمية كبيرة تعود على الطلاب، والمجتمع بالكثير من المنافع، ومنها تكوين أفراد اجتماعيين بطبعهم، قادرين على المشاركة في الحياة والمجتمع ، لذلك من الواجب مساعدتهم على التواصل مع الآخرين بروح إيجابية، ورفع قدرتهم على التفاعل بشكل إيجابي لحمايتهم من الاضطرابات النفسية والعنف والانحراف والوحدة وغيرها.
وحسب د. ناصر فإن المهارات الاجتماعية هي قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع أقرانه بلباقة واحترام وذكاء، وحسن التصرف في المواقف التي يتعرض لها، سواء كانت مواقف إيجابية أو مواقف محرجة، واللجوء إلى الحوار وتقبل الآخر بعيداً عن العناد والانعزال والوحدة والخجل.
وتشير إلى أن تنمية المهارات الاجتماعية في سن مبكرة تجعلهم يتفاعلون إيجابياً مع مختلف مكونات المجتمع؛ فهي مهمة وضرورية لتكوين الصداقات وفهم شعور الآخرين والتعاطف معهم وحلّ الصراعات والتعامل بذكاء عندما تحتدّ المشاكل .
فهذه المهارات تحميهم من مختلف مظاهر السلوك السلبي في المدارس – كالعنف بين الأطفال – الشجار بين الطلاب – بل تمهد أيضاً لأن يكون هؤلاء الصغار أكثر نجاحاً في فترة الشباب.
وهذه المهارات ليست مفيدة على المستوى الاجتماعي فحسب، بل تعزز أيضاً المستوى الدراسي، فقد أثبتت الدراسات أن التلاميذ الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية عالية يحققون درجات مرتفعة في الاختبارات.
فالأنشطة اليومية التي يقوم بها الطفل تعد المصدر الأول له في تنمية مهاراته الاجتماعية وغيرها، والتي سيكون لها الأثر الكبير في بقية حياته وتكوين شخصيته، لذلك يجب على الأهل أن يكونوا حريصين على ممارسة أطفالهم لهذه الأنشطة وأن يقوموا بالتركيز على الأنشطة التي يحتاجها الطفل لتنمية مهارة معينة أكثر من غيرها.
والتحدث الدائم مع التلميذ، أو الطالب مفيد في تنمية مهاراته الاجتماعية؛ فاللغة من أهم مهارات التواصل فيتكلمها عن طريق الممارسة والتقليد وملاحظة كيفية استخدامها بشكل صحيح.